صراع الخرطوم يشتد.. الجيش السوداني يستعيد القصر الجمهوري والدعم السريع يتحدى

#image_title

ماذا حدث؟

أعلن الجيش السوداني، اليوم الجمعة، استعادة السيطرة على القصر الجمهوري في قلب العاصمة الخرطوم، بعد معركة وصفها بـ”الملحمة”، مؤكدًا أنه ألحق هزيمة ثقيلة بقوات الدعم السريع في مناطق حيوية وسط العاصمة، شملت السوق العربي ومباني الوزارات.لكن هذا التقدم لم يمر دون رد، إذ سارعت قوات الدعم السريع إلى التأكيد في بيان رسمي أنها لا تزال في محيط القصر، مشددة على أن “المعركة لم تنته بعد”، في إشارة إلى استمرار المواجهات وسعيها لاستعادة زمام المبادرة.

لماذا هذا مهم؟

القصر الجمهوري، الذي يعد رمزًا للسلطة والسيادة السودانية، كان قد وقع تحت سيطرة الدعم السريع منذ عام 2023، بعد وقت قصير من اندلاع النزاع المسلح بين الجانبين. ومع استعادته، يحاول الجيش تعزيز موقفه في معركة طويلة الأمد باتت تتركز في مناطق حيوية من العاصمة، حيث تدور الاشتباكات في محيطه ومناطق أخرى تشكل شريان الحياة للمدينة.الجيش لم يكتفِ بإعلان السيطرة، بل أكد أيضًا أنه تمكن من تدمير أعداد كبيرة من أفراد ومعدات قوات الدعم السريع، فضلاً عن الاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، وهو ما اعتبره انتصارًا استراتيجيًا في حرب الشوارع المستمرة منذ قرابة عامين.

نزاع ممتد.. وسودان ممزق

منذ اندلاع الحرب في السودان، تحولت البلاد إلى ساحة صراع دموي، أودى بحياة عشرات الآلاف، بينما دفع أكثر من 12 مليون شخص إلى النزوح داخل وخارج البلاد، وسط أزمة إنسانية خانقة تهدد أكثر من 100 ألف شخص بالمجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.ومع استمرار المعارك، يبدو أن السودان يتجه نحو تقسيم فعلي على الأرض، إذ يفرض الجيش سيطرته على المناطق الشمالية والشرقية، بينما تبسط قوات الدعم السريع نفوذها على أجزاء واسعة من إقليم دارفور ومناطق في الجنوب.

ماذا بعد؟

المعارك الأخيرة في الخرطوم تؤكد أن أفق الحل السياسي لا يزال بعيدًا، وأن كل طرف يسعى لفرض معادلات جديدة على الأرض قبل أي حديث عن تسوية. وبينما يتقدم الجيش في العاصمة، لا تزال قوات الدعم السريع تمتلك أوراقًا ميدانية قوية في مناطق أخرى، مما يبقي الصراع مفتوحًا على كافة الاحتمالات، من تصعيد عسكري أكبر إلى تدخلات خارجية قد تعيد رسم المشهد السوداني من جديد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *