ماذا حدث؟
بعد عقود من الغموض، كشف الأرشيف الوطني الأميركي عن آخر وثائق اغتيال كينيدي تنفيذًا لأمر وقّعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يعيد فتح أحد أكثر الملفات غموضًا في التاريخ الأميركي. فهل ستكشف الحقيقة أم تعزز نظريات المؤامرة؟
لماذا هذا مهم؟
لطالما كان اغتيال كينيدي مادة خصبة لنظريات المؤامرة، خاصة بعد التحقيقات الرسمية التي خلصت إلى أن القاتل لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده. ومع ذلك، الوثائق التي تم الكشف عنها حديثًا تطرح تساؤلات جديدة حول دور وكالات الاستخبارات وعلاقات أوزوالد بجهات خارجية.أحد أبرز ما كُشف عنه هو أن وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إيه كانت تراقب اتصالات السفارة الأميركية في كانبيرا، أستراليا، بعد تلقيها مكالمات غامضة قبل وبعد الاغتيال. إضافة إلى ذلك، أظهرت وثيقة أخرى أن صحيفة بريطانية تلقت تحذيرًا مجهول المصدر قبل 25 دقيقة فقط من مقتل كينيدي، ما يثير التساؤلات حول وجود مخطط أوسع كان على علم مسبق بالجريمة.
كوبا والاتحاد السوفياتي تحت دائرة الاتهام
لطالما ارتبطت كوبا والاتحاد السوفياتي باغتيال كينيدي، خاصة بعد الكشف عن زيارة أوزوالد إلى السفارة الكوبية في مكسيكو سيتي قبل شهرين فقط من الجريمة. الوثائق تشير إلى أن أوزوالد حاول الحصول على تأشيرة للهجرة إلى كوبا، لكنه أصيب بالإحباط عندما لم يحصل عليها على الفور.وفي سياق متصل، كانت الولايات المتحدة قد شنت عمليات سرية ضد كوبا في عهد كينيدي، أبرزها عملية النمس، التي هدفت للإطاحة بنظام فيدل كاسترو عبر عمليات تخريبية تقودها سي آي إيه. وهذا العداء التاريخي جعل كوبا متهمة في نظر البعض، لكن الوثائق الجديدة لا تقدم دليلًا قاطعًا على تورطها المباشر في الاغتيال.
لماذا تأخر الكشف عن هذه الوثائق؟
رغم أن الكونغرس الأميركي ألزم الحكومة في عام 1992 بالإفراج عن جميع الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي بحلول عام 2017، إلا أن الرئيسين ترامب وبايدن أجّلا هذا الموعد لأسباب متعلقة بـ”الأمن القومي”. وحتى بعد الإفراج عن الدفعة الأخيرة، لا تزال هناك وثائق محجوبة بموجب أوامر قضائية أو سرية هيئة المحلفين الكبرى، ما يثير التساؤل حول ما تحاول الحكومة إخفاءه.
ماذا بعد؟
رغم أهمية الوثائق، يؤكد خبراء أنها لن تكشف مفاجآت كبرى، إذ يرى توم سامولوك أنه لو وُجد دليل حاسم، لظهر في التسعينيات. لكن مع استمرار الشكوك، قد تكون هذه الوثائق بداية لفصل جديد من التكهنات حول أحد أعقد الاغتيالات السياسية. فهل ستظهر مفاجآت أخرى، أم تبقى الحقيقة طي الكتمان؟