زيارة تاريخية لدروز سوريا لإسرائيل.. ماذا بعد؟

#image_title

ماذا حدث؟

في خطوة وُصفت بالتاريخية، توجه قرابة 100 رجل دين درزي من محافظة القنيطرة جنوب سوريا إلى إسرائيل، في زيارة غير مسبوقة منذ ما يقارب خمسة عقود.

جاءت هذه الرحلة استجابة لدعوة الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، الذي وصف الحدث بأنه “يوم تاريخي” للطائفة.

من المقرر أن يلتقي الوفد خلال زيارته بعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية الدرزية في إسرائيل، بالإضافة إلى زيارة مواقع دينية بارزة، لا سيما مقام النبي شعيب، الذي يحظى بمكانة دينية خاصة لدى الدروز.

هذه الزيارة، رغم طابعها الديني، أثارت جدلاً واسعًا، خصوصًا أنها تأتي في ظل توترات سياسية بين دمشق وتل أبيب، فضلاً عن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تعهدت بحماية دروز سوريا.

لماذا هذا مهم؟

الزيارة تحمل دلالات تتجاوز الطابع الديني، إذ يرى مراقبون أنها قد تعكس تحولًا في العلاقة بين الدروز في سوريا وإسرائيل، خاصة في ظل الاضطرابات التي تشهدها سوريا ومحاولات بعض القوى الإقليمية التأثير على مواقف الأقليات.

مالك أبو الخير، الأمين العام لحزب اللواء السوري في السويداء، اعتبر أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من عملية “تمهيد للعلاقات السورية الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أن السلطات السورية نفسها استقبلت في وقت سابق وفدًا من الطائفة اليهودية، دون أن يثير الأمر الجدل نفسه.

من جانبه، رأى الأكاديمي مهيب صالحة أن الزيارة تأتي في توقيت حساس، إذ تتزامن مع حالة من التوتر في السويداء، ما يجعلها تكتسب بعدًا سياسيًا غير معلن.

إلى جانب ذلك، تعكس الزيارة طبيعة العلاقة المعقدة بين الدروز في إسرائيل ودروز سوريا، فمن المعروف أن العديد من الدروز في إسرائيل يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، بينما يعيش الدروز في سوريا واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث يحاولون الحفاظ على توازن دقيق بين الولاء للدولة السورية والحفاظ على هويتهم الخاصة.

ماذا بعد؟

لا تزال تداعيات هذه الزيارة غير واضحة، لكن من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من الجدل داخل المجتمع الدرزي في سوريا، خاصة بين من يرون في الخطوة تمهيدًا لتقارب أوسع مع إسرائيل، وبين من يعتبرونها تحركًا فرديًا لا يمثل الطائفة ككل.

من الجانب الإسرائيلي، قد تُفسر هذه الزيارة على أنها مؤشر على نجاح إسرائيل في تعزيز نفوذها داخل بعض الأوساط الدرزية السورية، وهو ما قد ينعكس على سياساتها المستقبلية تجاه الطائفة.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ألمح بالفعل إلى نية تل أبيب تسهيل دخول العمال الدروز من سوريا إلى إسرائيل، في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية.

على المدى البعيد، قد تسهم هذه الزيارة في إعادة تشكيل العلاقة بين الدروز في سوريا وإسرائيل، لكنها في الوقت نفسه قد تزيد من الضغوط على الطائفة الدرزية في سوريا، التي تحاول الحفاظ على استقلالية قرارها في ظل بيئة سياسية متقلبة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *