من “حارس الأسوار” إلى “طوفان الأقصى”.. كيف قادت خطة السنوار غزة إلى الدمار؟

#image_title

ماذا حدث؟

كشفت وثائق عسكرية استولت عليها القوات الإسرائيلية من قطاع غزة عن الخطة الكارثية التي رسمتها قيادة حماس بقيادة يحيى السنوار على مدار أكثر من عقد، بهدف إشعال مواجهة كبرى مع إسرائيل. لم يكن “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023 مجرد عملية مقاومة عفوية، بل كان تتويجًا لاستراتيجية طويلة الأمد، انتهت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، وجرّت المنطقة إلى حرب لا نهاية لها.

معركة “حارس الأسوار” عام 2021، التي كشفت نقاط ضعف إسرائيل، لم تكن سوى مقدمة لخطة أكبر، كان السنوار يراهن فيها على أن مواجهة شاملة ستُفضي إلى إضعاف إسرائيل وتحرير فلسطين، لكنه لم يأخذ في الحسبان أن النتيجة الحقيقية ستكون دمارًا كاملًا لغزة، وتفجيرًا للأوضاع في الشرق الأوسط.

كيف دمرت خطة السنوار غزة؟

  1. رؤية غير واقعية لتحرير فلسطين
    الوثائق العسكرية المسربة تثبت أن قيادة حماس كانت على علم بأن المواجهة ستؤدي إلى دمار غزة بالكامل، لكنها اعتقدت أن الضغط العسكري على إسرائيل سيجبرها على التراجع.
    لكن ما حدث هو العكس تمامًا؛ فقد تحولت غزة إلى ساحة حرب شاملة، ودُمرت بنيتها التحتية بالكامل، مع آلاف الضحايا المدنيين، دون أن تحقق حماس أي مكاسب استراتيجية حقيقية.
  2. جرّ المنطقة إلى حرب إقليمية
    كشفت المراسلات بين السنوار وإيران وحزب الله أن الخطة كانت تعتمد على إشعال عدة جبهات في آنٍ واحد، بحيث تدخل المقاومة اللبنانية واليمنية والعراقية على خط المواجهة، مما يؤدي إلى حرب شاملة ضد إسرائيل.
    لكن بدلًا من أن تؤدي هذه الخطة إلى تحقيق نصر عسكري، جرت المنطقة بأكملها إلى تصعيد خطير، وأعطت إسرائيل الذريعة لشن أوسع عملية عسكرية على غزة منذ عقود.
  3. رهان خاسر على دعم الحلفاء
    في إحدى الرسائل التي بعث بها السنوار في يونيو 2022، أكد أن حزب الله سيدعم المقاومة في اللحظة الحاسمة، وأن إيران ستوفر الأسلحة اللازمة، لكن الواقع كان مختلفًا.
    لم تتدخل إيران بشكل مباشر، ولم يفتح حزب الله جبهة حقيقية ضد إسرائيل، مما ترك غزة وحيدة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، التي شنت حملة تدمير شاملة لم تبقِ شيئًا في القطاع.
  4. سوء تقدير للرد الإسرائيلي
    الوثائق تؤكد أن السنوار وقادة حماس قللوا من حجم الرد الإسرائيلي المتوقع، حيث كانوا يعتقدون أن إسرائيل لن تخوض معركة طويلة، وستكون مضطرة لوقف إطلاق النار بعد أيام.
    لكن ما حدث كان العكس تمامًا؛ إسرائيل ردت بحملة عسكرية غير مسبوقة، استهدفت البنية التحتية للقطاع، وقتلت الآلاف، وأعادت غزة إلى نقطة الصفر.

لماذا هذه الخطة أشعلت المنطقة؟

  1. أعطت إسرائيل مبررًا لتوسيع الحرب
    رغم أن إسرائيل كانت تعاني داخليًا، فإن العملية التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023 منحتها الذريعة المثالية لتدمير غزة بالكامل وشن حملة دولية ضد المقاومة الفلسطينية.
  2. فتحت المجال لتدخلات خارجية
    ما كان يفترض أن يكون معركة لتحرير فلسطين تحول إلى حرب مفتوحة، مع تدخل دول كبرى، وزيادة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا وخطورة.
  3. ضربت القضية الفلسطينية في مقتل
    بعد أن كانت القضية الفلسطينية تحظى بدعم عالمي واسع، جاءت هذه المواجهة لتغير النظرة الدولية، حيث استغلت إسرائيل أحداث “طوفان الأقصى” لتقديم نفسها على أنها الضحية، مما أضعف الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية.

ماذا بعد؟

بعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب، لم تحقق غزة أي مكسب سياسي أو عسكري، لكنها دفعت الثمن الأكبر.
المدن تحولت إلى أنقاض، الاقتصاد انهار، والخسائر البشرية تجاوزت عشرات الآلاف، فيما لا تزال إسرائيل توسع عملياتها وتعمّق الحصار.

النتيجة؟
بدلًا من أن تكون “طوفان الأقصى” خطوة نحو التحرير، تحولت إلى الكارثة الأكبر في تاريخ غزة، ليبقى السؤال:
هل كانت هذه الخطة تحريرًا أم تدميرًا؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *