كتب :سعود عبدالعزيز
ماذا حدث ؟
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له، الثلاثاء ال11 من مارس، استهداف المسؤول عن منظمات حزب الله الجوية في وحدة بدر الإقليمية حسن عباس عز الدين، في منطقة النبطية جنوب لبنان، وذلك بتوجيه استخباراتيٍ من هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. وتابع البيان: يعد حسن عباس عز الدين مصدرًا هامًا للمعلومات في منظومة حزب الله الجوية والذي قاد جهود إعادة بناء الوحدة التي تعرضت لضربات مكثفة من سلاح الجو الاسرائيلي خلال حرب حزب الله وإسرائيل كما أشار البيان إلى أن وحدة بدر كان لديها محاولات لإعادة تسليح نفسها بأسلحة جديدة تشكل تهديدًا مباشرًا للطائرات الإسرائيلية مما دفع إسرائيل إلى تنفيذ تلك العملية .
كما نقل موقع اكسيوس عن مصادر أمريكية أن لبنان واسرائيل اتفقا على البدء بمفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بحدودهما البرية وبدورها أعلنت نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس، التوصل إلى الاتفاق بين الدولتين لحل القضايا الحدودية برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك تم تشكيل مجموعات عمل لتسوية القضايا المتبقية.
بدوره قال مكتب نتنياهو أن القرار جاء بعد انعقاد اجتماع في وقت سابق في بلدة الناقورة اللبنانية على الحدود ضم ممثلين عن الجيش الاسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وأضاف البيان خلال الاجتماع تم الاتفاق على إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة تهدف إلى استقرار المنطقة مشيرًا إلى أن هذه المجموعات سترتكز على حل النزاعات المتعلقة بوجود القوات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية والمناطق المتنازع عليها على امتداد الحدود بالإضافة إلى قضايا أخرى ( لم يصرح بها ) وتم إطلاق سراح أربعة معتقلين محتجزين لدى إسرائيل على أن يستلم معتقلًا خامسًا لاحقًا كبادرة حسن نية من الجهات الاسرائيلية إلى لبنان.
لماذا هذا مهم ؟
إن استمرار إسرائيل في تنفيذ ضربات داخل الأراضي اللبنانية، بالرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يؤكد أن إسرائيل غير مطمئنة تجاه تحركات حزب الله، وبذلك فإنها تسعى إلى اغتنام الفرص للإطاحة بقيادات حزب الله ورؤوسها. حيث تهدف الهجمات الإسرائيلية إلى منع حزب الله من التعافي وإعادة تصليح نفسه وإعادة التموضع في الجنوب.
فبرغم عقد اتفاق هدنة بين حزب الله وإسرائيل والتي بقرارها يتطلب من حزب الله اللبناني التراجع إلى شمال نهر الليطاني على بعد حوالي 30 كلم من الحدود وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب، فإن الجيش الإسرائيلي لم ينسحب برغم انتهاء مهلة سحبه لقواته من جنوب لبنان بموجب وقف إطلاق النار في 18 فبراير. لقد أبقت إسرائيل على وجودها في خمس نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود للإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي “للتأكد من عدم وجود تهديد فوري” لأراضيها كما تقول.
تأتي هذه العملية العسكرية الهامة، أثناء فترة الوصول إلى اتفاق في المباحثات الإسرائيلية اللبنانية، والتي يعد الاستقرار هدفًا أساسيًا لها في الحدود المشتركة بينهما. فبرغم التطور الإيجابي بين الدولتين إلا أن إسرائيل لم تغض بصرها على تحركات حزب الله والذي تعتبره خارج منظومة الحكم في المرحلة اللبنانية الجديدة، مما يجعل استهدافه والإطاحة بقدراته العسكرية أمرًا مشروعًا نظرًا إلى عدم مشروعيته في الإدارة السياسية اللبنانية والتي وافق عليها العالم العربي ورحبت بها أوروبا وأمريكا وغيرها.
ماذا بعد ؟
كما أن هذه العملية سيكون لها تأثير إيجابي في تخفيف ضغط الداخل الإسرائيلي على نتنياهو وبذلك فهو يمتلك ورقة رابحة تحسّن من صورته في الشارع الإسرائيلي الذي يجعل الأمن والإستقرار شعارًا له بعد أولوية استعادة الرهائن من حماس. كما أن استهداف شخصية قيادية هامة في حزب الله سيطمئن إسرائيل في إزالة العقبات والمخاطر التي تخشاها إثر تواجد حزب الله على حدودها وصعوبة تعافي الحزب وإعادة تموضعه، خاصة في هذه المرحلة المصيرية لإسرائيل في تحقيق السلام بينها وبين لبنان. كما أن ذلك سيعزز الجانب الإسرائيلي في أي مفاوضات تجاه غزة أيضًا حيث أن هنالك عمل مشترك بين حزب الله وحماس في عملياتهما ضد إسرائيل، مما يضعف الموقف العسكري لدى حماس ولو بشكل جزئي قليلًا.