ماذا حدث؟
تشهد شركة فولكسفاغن الألمانية تحديات متزايدة، حيث سجلت انخفاضًا كبيرًا في أرباحها السنوية، وسط اشتداد المنافسة في السوق الصينية وارتفاع تكاليف إعادة الهيكلة، ما يفرض عليها إعادة ترتيب أولوياتها للحفاظ على مكانتها العالمية.
انخفاض حاد في الأرباح
وأعلنت فولكسفاغن، الثلاثاء، أن أرباحها السنوية لعام 2024 بلغت 12.4 مليار يورو، بتراجع 31% عن 2023، بسبب المنافسة القوية في الصين وتكاليف إغلاق مصنع أودي في بروكسل. وانخفضت الأرباح التشغيلية 15% إلى 19.1 مليار يورو، ما خفّض هامش الربح إلى 5.9% مقابل 7% العام السابق، رغم أن النتائج تجاوزت التوقعات الأولية للشركة.
المبيعات تحقق نموًا طفيفًا
ورغم تراجع الأرباح، سجلت فولكسفاغن زيادة طفيفة في المبيعات بنسبة 1% لتصل إلى 325 مليار يورو، لكنها قررت خفض توزيعات الأرباح 30%، ليحصل المساهمون على 6.36 يورو للسهم الممتاز. وتسعى الشركة إلى تحقيق نمو بنسبة 5% هذا العام، مع بقاء العائد التشغيلي على المبيعات بين 5.5% و6.5%، وفقًا للرئيس التنفيذي أوليفر بلوم.وضمن خطط خفض التكاليف، اتفقت فولكسفاغن مع النقابة العمالية في ديسمبر الماضي على إلغاء 35 ألف وظيفة بألمانيا بحلول 2030، ما يشكل 25% من إجمالي القوى العاملة للشركة في البلاد.
لماذا هذا مهم؟
لتقليل التكاليف، تعتزم الشركة خفض المكافآت والبدلات وتعليق زيادات الأجور، لكنها تعهدت بعدم إغلاق مصانعها أو اللجوء إلى تسريح الموظفين بشكل قسري. وتأتي هذه الخطوة في ظل بيئة اقتصادية مضطربة، تشهد عدم استقرار سياسي، وقيودًا تجارية متزايدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على قطاع السيارات العالمي.
مكافآت للموظفين رغم الأزمات
رغم الأوضاع المالية الصعبة، ستمنح فولكسفاغن موظفيها مكافأة سنوية قدرها 4,799 يورو، تم صرف 1,879 يورو منها، فيما سيُدفع الباقي مع راتب مايو. ومع ذلك، ستتراجع المكافآت مستقبلاً، حيث سيتم تعليق جزء منها في 2026 و2027 قبل أن تعود تدريجيًا لمستوياتها السابقة بحلول 2031.
ماذا بعد؟
تعكس هذه التطورات التحديات الكبيرة التي تواجه فولكسفاغن، في ظل التغيرات السريعة في سوق السيارات العالمية، خاصة مع هيمنة الشركات الصينية على قطاع السيارات الكهربائية، ما يدفع المجموعة الألمانية لإعادة النظر في استراتيجياتها لضمان استمرار تنافسيتها في الأسواق العالمية.