ترامب يلغي مشروعًا لمكافحة الإيدز.. كيف سيتأثر المرضى؟

#image_title

ماذا حدث؟

ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برنامج “خطة الطوارئ الرئاسية للإغاثة من الإيدز” (Pepfar)، الذي كان يمثل شريان الحياة لملايين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) حول العالم.

تأسس هذا البرنامج في عام 2003 على يد الرئيس الأسبق جورج بوش، وكان يُعد واحدًا من أنجح المشاريع الصحية العالمية، حيث وفّر العلاج لأكثر من 25 مليون شخص في الدول النامية، وأسهم في خفض معدلات الوفيات الناجمة عن الفيروس بنسبة 51% منذ عام 2010.

لكن في يناير الماضي، قررت إدارة ترامب إدراج البرنامج ضمن قائمة تخفيضات المساعدات الأمريكية، ليتم في فبراير وقف تمويله بالكامل، مما أدى إلى إغلاق فوري للعديد من برامجه، خاصة في جنوب إفريقيا.

لماذا هذا مهم؟

يُعد قرار وقف التمويل كارثيًا على الجهود العالمية لمكافحة الإيدز. فبرنامج Pepfar كان مسؤولًا عن تمويل 70% من الاستجابة العالمية للفيروس، وكان يدعم الفحوصات، والعلاج، والوقاية، وتدريب العاملين في المجال الصحي في 55 دولة.

في جنوب إفريقيا وحدها، حيث يعيش 8 ملايين شخص مع الفيروس، كانت 17% من ميزانية مكافحة الإيدز تعتمد على هذا التمويل، مما يعني أن ملايين المرضى الآن معرضون لخطر فقدان الأدوية التي تحافظ على حياتهم.

كما أن التأثير لا يقتصر فقط على مرضى الإيدز، بل يمتد إلى الصحة العامة بشكل أوسع، فقد أظهرت التقارير أن وقف الدعم الأمريكي قد يؤدي إلى ارتفاع الإصابات الجديدة بنحو 565,000 حالة، ووفاة 601,000 شخص إضافي خلال العقد المقبل.

علاوة على ذلك، فإن إغلاق المراكز الصحية الممولة من البرنامج سيؤثر سلبًا على الرعاية الصحية للعديد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك السل والصحة الإنجابية.

ماذا بعد؟

في ظل غياب التمويل الأمريكي، يواجه العالم تحديًا صعبًا في إيجاد بدائل سريعة لإنقاذ الملايين من المرضى.

بعض الدول قد تحاول زيادة مخصصاتها الصحية لتعويض النقص، لكن في العديد من البلدان النامية، حيث يمثل Pepfar الجزء الأكبر من ميزانية مكافحة الإيدز، فإن الخيارات محدودة.

هناك مخاوف من أن دولًا مثل زيمبابوي وزامبيا قد تنفد لديها مخزون الأدوية تمامًا، بينما أغلقت بالفعل برامج علاجية في دول مثل ليسوتو وتنزانيا، تاركة أكثر من 350,000 شخص، بينهم 10,000 امرأة حامل مصابة بالإيدز، بلا رعاية.

المجتمع الدولي مطالب الآن بالتحرك السريع لسد الفجوة التمويلية، وإيجاد آليات أكثر استدامة لمكافحة الفيروس، دون الاعتماد على مانح واحد، ومع ذلك، فإن تراجع الدول الكبرى عن التزاماتها الصحية يضع البشرية أمام خطر انتكاسة في جهود القضاء على الإيدز، مما قد يعيد العالم إلى الوراء بعد عقود من التقدم في هذه المعركة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *