ماذا حدث؟
رغم اعتراضات آلاف الفنانين، شهدت دار كريستيز للمزادات نجاحًا كبيرًا في أول مزاد مخصص للأعمال الفنية التي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، حيث تجاوزت مبيعاته 700 ألف دولار، متخطية التوقعات السابقة، ما يعكس إقبالًا متزايدًا على هذا النوع الجديد من الإبداع.
نجاح رغم المعارضة
وقبل انطلاق المزاد، وقّع أكثر من 6500 فنان رسالة مفتوحة تطالب دار كريستيز بإلغائه، معتبرين أن عرض أعمال مولّدة بالذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا لحقوق الفنانين التقليديين، خصوصًا أن هذه النماذج تم تدريبها على أعمال محمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن، وفقًا لما نشره موقع techcrunch. لكن الدار لم تستجب لهذه المطالب، وأقامت الحدث الذي لاقى إقبالًا واسعًا من هواة جمع القطع الفنية الرقمية.
لوحات تتجاوز التوقعات
حققت عدة أعمال أسعارًا فاقت التقديرات الأولية، وكان أغلى الأعمال المباعة لوحة للفنان الرقمي رفيق أناضول بعنوان “Machine Hallucinations – ISS Dreams – A”، والتي تصور بيانات من محطة الفضاء الدولية عبر معالجة خوارزمية معقدة، وبيعت بسعر 277,200 دولار.
لماذا هذا مهم؟
وعلّقت نيكول سيلز جيلز، نائبة رئيس كريستيز ومديرة مبيعات الفن الرقمي، بأن نجاح المزاد يؤكد أن سوق الفن يعترف بالإبداعات الجديدة ويدرك “الأصوات الإبداعية التي تدفع حدود الفن إلى آفاق جديدة”. لكن هذا الطرح يلقى معارضة شديدة من الفنانين التقليديين، الذين يرون أن هذه التقنية تستغل أعمالهم دون تعويض أو اعتراف، مما يثير جدلًا أخلاقيًا وقانونيًا متصاعدًا.
ماذا بعد؟
هذا الحدث يعكس تحوّلًا كبيرًا في مفهوم الإبداع الفني، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل أصبح منتجًا للفن نفسه. ومع استمرار تطور التكنولوجيا وتزايد الاهتمام بالمقتنيات الرقمية، يبقى السؤال، هل نحن أمام ثورة جديدة تعيد تعريف الفن، أم أن الصراع بين الإبداع البشري والتقني سيحتدم أكثر في المستقبل؟