عمليات الحوثي البحرية.. ورقة تفاوض لغزة أم لإيران؟

#image_title

كتب / سعود عبدالعزيز

ماذا حدث ؟

أعلن زعيم جماعة الحوثي في اليمن، الجمعة 07 مارس، استعداد الجماعة لاستئناف العمليات ضد اسرائيل في حال الاستمرار بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقال الحوثي إذا استمرت إسرائيل بعد أربعة أيام من الإعلان، في منع دخول المساعدات وغلق المعابر، سنعاود استئناف عملياتنا البحرية ضدها، مضيفًا : لا يمكن أن التفرّج على التصعيد الاسرائيلي في غزة والعودة للتجويع.

يأتي هذا التصعيد ردًا على قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار و تبادل الرهائن، حيث أعلن نتنياهو وقتها أن إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن مختطفيها وأضاف إذا استمرت حماس في رفض الإفراج عن المختطفين فستكون هنالك عواقب أخرى .
شنت ميليشيات الحوثي هجماتها على سفن في مياه البحر الأحمر وخليج عدن، منذ بدء الحرب في قطاع وذلك في إطار ماوصفته بدعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضغط على إسرائيل.

لماذا هذا مهم ؟

تأتي هذه الأهمية نظرًا للتساؤلات التي تدور حول الهدف الحقيقي للحوثيين عن سبب اختيارهم لهذا التوقيت الذي يتزامن مع توقيت رسالة ترامب إلى إيران وأسبوع التفاوض الأمريكي مع حماس. لا يمكن القول أن هذا القرارلم يصدر بتوجيه إيراني نظرًا للوضع الهشّ لإيران في التفاوض مع أمريكا خاصة بعد قطع أجزاء كبيرة من أطرافها في المنطقة منذ حرب غزة واغتيال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. فبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عن إرساله خطابًا إلى إيران للتفاوض حول اتفاق نووي معها، وجدت إيران أن التفاوض من دون أوراق سيجعل اللعبة خاسرة أكثر مما مضى. فالداخل الإيراني بالنسبة للنظام الإيراني ليس أفضل مما عليه الحال من الخارج، فموجة الغضب في الداخل جراء الرهانات الإيرانية الخاسرة على فلولها في المنطقة، والغليان في الشارع بسبب الغلاء المعيشي الذي يعصف بالشعوب الخاضعة تحت سيطرة النظام الإيراني، تجعله في موقف لايحسد عليه، إضافةً إلى رهاناته السياسية التي أصبحت في مهب الريح ولا قدرة لحزب الله بالمناورة وحماس في مأزق ترامب وإسرائيل، والعراق على قلقٍ سياسي وغليانٍ قد يفقدها سيطرتها على زمام الأمور هناك. خاصة وأن الفصائل العراقية لايمكن مقارنتها بالولاء الحوثي لإيران. فالحوثيون يتمتعون بموقع أكبر للمناورة البحرية والانصياع إلى الجانب الإيراني والسير على أوامره وفق المّسطَرة التي يخطط بها.

ماذا بعد ؟

قد يأتي القرار الحوثي هذا بنتائج عكسية ويعرّض فرصة التفاوض لدى حماس مع الجانب الأمريكي، للخطر خاصة مزامنة هذا الإعلان مع ذهاب وفد من حماس في اليوم ذاته لإجراء مباحثات بشأن غزة، إلا أنه سيكون ورقة جيدة للجانب الإيراني في التفاوض مع ترامب. بالأحرى القول إن قرار الحوثي، مضرٌّ بسلامة الجسد العربي الذي يحاول وقف النزيف والتعافي من جراح غزة، مفيدٌ لتعزيز الرغبة الإيرانية بالحصول على النووي.

وللنظر من زاوية أخرى، فإذا استمرت الجهود العربية، مصر خاصةً في تقريب وجهات النظر بين ترامب وحماس، فإن هذا الإعلان لن يكون له أي دور فاعل في التأثير على مجرى تقدم خطة مصر في وقف الحرب وستشهد المنطقة في القريب العاجل إنهاء الاحتلال بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة وفق الشروط العربية التي تفرضها الجامعة العربية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *