ماذا حدث؟
أكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، خلال لقائه بنظيره الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في واشنطن، التزام بلاده بـ”أمن إسرائيل الاقتصادي”، في خطوة تعكس استمرار الدعم الأميركي. وتأتي هذه التصريحات وسط تحديات اقتصادية تواجهها إسرائيل بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا، ما يثير تساؤلات حول تداعيات هذا الدعم.
زيارة رسمية بعد سنوات من القطيعة
مثّلت الزيارة تطورًا مهمًا في العلاقات الاقتصادية، إذ تعدّ الأولى لسموتريتش إلى واشنطن منذ أربع سنوات، بعدما منعت سياسات بايدن لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين. لكن مع تغيّر الإدارة، تلقى دعوة مباشرة من بيسنت، في تحول يعكس نهجًا جديدًا تجاه حكومة نتنياهو. وأكد بيسنت أن الدعم الأميركي لا يقتصر على الجانب العسكري، بل يشمل الاقتصاد، مشيرًا إلى حرص إدارة ترامب على تعزيزه منذ ولايته الأولى.وأضاف: “كما كان من المهم لترامب لقاء نتنياهو في بداية ولايته، كان من الضروري بالنسبة لي لقاء سموتريتش، تأكيدًا على التزامنا بدعم إسرائيل اقتصاديًا”.
لماذا هذا مهم؟
تأتي هذه التطورات في ظل أزمة اقتصادية خانقة يعيشها الاقتصاد الإسرائيلي، نتيجة الحرب التي امتدت لأكثر من عام، والتي كبّدت تل أبيب خسائر فادحة في مختلف القطاعات، أبرزها الاستثمارات الأجنبية والقطاع السياحي. ويضع هذا الوضع حكومة نتنياهو أمام تحدٍّ كبير، خاصة في ظل مطالبات داخلية بإيجاد حلول عاجلة لتعافي الاقتصاد.وفي محاولة لتعزيز الثقة، أكد بيسنت خلال الاجتماع أن “كل الأبواب ستكون مفتوحة أمام إسرائيل”، في إشارة إلى دعم غير مشروط لتعافي اقتصادها. وهذا الالتزام الأميركي، بحسب محللين، يعكس رغبة واشنطن في الحفاظ على استقرار إسرائيل كحليف استراتيجي، رغم الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن سياساتها العسكرية.
شراكة اقتصادية متجددة
عقب اللقاء، أصدر الوزيران بيانًا مشتركًا شددا فيه على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكدين التزامهما بتعزيز الشراكة الاستراتيجية.وجاء في البيان: “هذا وقت حاسم لصياغة مستقبل اقتصادي جديد لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعزيز مكانتهما القيادية على المستوى العالمي”.
ماذا بعد؟
قد يتصاعد الدعم الأميركي لإسرائيل عبر اتفاقيات وتسهيلات اقتصادية لتجاوز تداعيات الحرب، لكن استمراره دون شروط يظل موضع تساؤل مع تزايد الضغوط الدولية. ورغم ذلك، تبقى تل أبيب شريكًا استراتيجيًا لواشنطن، اقتصاديًا وأمنيًا، مهما كانت التحديات.