ماذا يحدث؟
تواصل الصين تعزيز قوتها البحرية بخطوات متسارعة، قد تعيد تشكيل موازين القوى في المحيطات، وسط تزايد الحديث عن اقترابها من بناء أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية. وهذه الخطوة، إن تحققت، قد تمثل قفزة نوعية تجعل بكين منافسًا أكثر قوة للولايات المتحدة في سباق التسلح البحري.
سباق حاملات الطائرات.. الصين تقترب من القمة
وتشغّل البحرية الصينية حاليًا حاملتي طائرات تعملان بالوقود التقليدي، فيما تخضع حاملة ثالثة لاختبارات بحرية ومن المتوقع دخولها الخدمة قريبًا. وعند ذلك، ستصبح الصين ثاني أكبر مشغّل لحاملات الطائرات في العالم بعد الولايات المتحدة، التي تمتلك أسطولًا يضم 11 حاملة، جميعها تعمل بالطاقة النووية.ورغم أن الفجوة لا تزال كبيرة، فإن الصين تبدو مصممة على اللحاق بالركب، إذ تتزايد المؤشرات على سعيها لبناء حاملة طائرات نووية، وهو تطور سيمنحها قدرة تشغيلية أكبر ومدى أبعد دون الحاجة إلى التزود بالوقود، مما يعزز من انتشارها العسكري عالميًا.
مؤشرات متزايدة رغم التكتم الصيني
على عكس الدول الغربية، التي تعلن رسميًا عن مشاريعها العسكرية الكبرى، تميل الصين إلى السرية، حيث لا تكشف عن مشاريعها البحرية إلا عند اقتراب اكتمالها. ورغم ذلك، فإن المعلومات المستقاة من صور الأقمار الصناعية وتحليلات الخبراء تشير إلى أن العمل جارٍ بالفعل على المشروع في حوض بناء السفن بمدينة داليان شمال شرق الصين.وتشير تقارير أميركية إلى أن هذه الخطوة، إذا تأكدت، ستجعل الصين ثالث دولة في العالم تمتلك حاملة طائرات نووية، بعد الولايات المتحدة وفرنسا، التي تشغّل السفينة “شارل ديغول”.
لماذا هذا مهم؟
يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تسعى الصين إلى ترسيخ نفوذها، وسط قلق متزايد من دول الجوار والقوى الغربية، خاصة مع تنامي قدراتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي.
ماذا بعد؟
وبينما يرى مؤيدو المشروع أنه يعزز قدرة الصين على حماية مصالحها البحرية، يحذر معارضون من أنه قد يؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة، ويفرض تحديات جديدة على الأمن البحري العالمي.في النهاية، يبقى السؤال، هل يمثل هذا التطور قفزة عسكرية للصين تعزز نفوذها عالميًا، أم أنه بداية سباق تسلح بحري قد يغيّر موازين القوى ويهدد الاستقرار الدولي؟.