ماذا حدث؟
شهد البرلمان الصربي، يوم الثلاثاء، مشهدًا غير مألوف بعدما تحولت جلسة رسمية إلى ساحة للفوضى والصدامات، حيث أشعل نواب المعارضة المشاعل داخل قاعة الاجتماعات، بينما تعرضت رئيسة البرلمان، آنا برنابيتش، لموقف محرج بعد أن سُكب عليها الماء وسط أجواء متوترة.
جلسة برلمانية تتحول إلى فوضى
وبدأ البرلمان الصربي دورته الربيعية بجلسة عادية لمناقشة التعديلات المقترحة على قانون التعليم، والتي جاءت استجابةً لموجة احتجاجات شعبية اندلعت إثر حادث مأساوي في محطة سكة حديد بمدينة نوفي ساد، أسفر عن وفاة 15 شخصًا في نوفمبر 2024.وبعد التصويت على جدول الأعمال، تصاعدت التوترات عندما وقف النائب المعارض رادومير لازوفيتش، المنتمي إلى الجبهة الخضراء-اليسارية، متوجهًا نحو المنصة بصوت مرتفع مهاجمًا الحكومة. وسرعان ما تبعه نواب آخرون من كتلته، مما أدى إلى اندلاع مشاجرة حادة بينهم وبين أعضاء الائتلاف الحاكم، وسط تدخل عناصر الأمن لمحاولة احتواء الموقف.
مشاعل مشتعلة ومياه على رئيسة البرلمان
بلغت الفوضى ذروتها عندما قام نواب المعارضة بإشعال المشاعل النارية داخل قاعة الاجتماعات، مما أدى إلى امتلائها بالدخان في مشهد أثار الذعر بين الحاضرين. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، إذ تعرضت رئيسة البرلمان، آنا برنابيتش، لموقف محرج عندما قام أحد النواب بسكب الماء عليها أثناء الفوضى.
الحكومة تحاول مواصلة الجلسة رغم الفوضى
ورغم الأجواء المشحونة، لم تتوقف أعمال البرلمان تمامًا، حيث استمر نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، سينيشا مالي، في تقديم مقترحات الحكومة بشأن إصلاحات قطاع التعليم. وتضمنت التعديلات المطروحة زيادة تمويل الجامعات الحكومية، ورفع رواتب المعلمين بنسبة 16%، بالإضافة إلى تحمل الحكومة 50% من تكاليف تعليم الطلاب.
لماذا هذا مهم؟
ما حدث داخل البرلمان يعكس تصاعد التوتر السياسي بين الحكومة والمعارضة في صربيا، حيث تتهم المعارضة حزب التقدم الصربي الحاكم بإدارة البلاد بطرق استبدادية، بينما يرى أنصار الحكومة أن المعارضة تلجأ إلى الاستفزازات لتعطيل العمل السياسي.
ماذا بعد؟
مع استمرار هذا التصعيد، يبقى السؤال، هل ستنجح المعارضة في الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبها، أم أن هذه المشاجرات ستظل مجرد مشاهد متكررة تحت قبة البرلمان؟