3 نظريات تفسر انقراض أكبر قرد على مر التاريخ

#image_title

على مدى ملايين السنين، سادت الأرض كائنات عملاقة أثارت دهشة العلماء، ومن بينها “جيجانتوبيثيكوس” (Gigantopithecus)، أكبر قرد عرفه التاريخ.

هذا الكائن الضخم، الذي بلغ طوله 10 أقدام (حوالي 3 أمتار) ووزنه 660 رطلاً (نحو 300 كيلوجرام)، عاش في غابات جنوب الصين وجنوب شرق آسيا خلال العصر البليستوسيني.

لكن رغم قوته الهائلة، انقرض هذا القرد العملاق قبل حوالي 215,000 إلى 295,000 سنة. فما الذي أدى إلى اختفائه؟

إليك ثلاث نظريات تفسر هذا الانقراض الغامض.

النظرية الأولى: التمسك بالفاكهة ورفض التكيف

كان “جيجانتوبيثيكوس” يعتمد بشكل كامل على نظام غذائي نباتي، حيث تشير الأحافير إلى أنه كان يتغذى بشكل رئيسي على الفاكهة والمكسرات والبذور، ومع تغير المناخ وتراجع الغابات الكثيفة، أصبحت هذه المصادر الغذائية نادرة.

على عكس أقاربه من الأورانجوتان، الذين تكيفوا وتنوعت وجباتهم لتشمل الأوراق والحشرات وحتى الحيوانات الصغيرة، رفض “جيجانتوبيثيكوس” تغيير عاداته الغذائية.

تشير دراسة نُشرت في مجلة “Nature” إلى أن أسنان هذا القرد العملاق، التي أُطلق عليها “أسنان التنين”، كانت متخصصة في مضغ الأطعمة الليفية والفاكهة.

ومع نقص الفاكهة، اضطر إلى تناول لحاء الأشجار والأغصان، مما أدى إلى إصابته بإجهاد مزمن وسوء تغذية. ببساطة، كان “جيجانتوبيثيكوس” متمسكاً بوجبته المفضلة حتى النهاية، مما ساهم في انقراضه.

النظرية الثانية: التغيرات البيئية السريعة

خلال فترة وجوده، شهدت الأرض تغيرات مناخية كبيرة، حيث تحولت الغابات الرطبة إلى مناطق جافة ذات غابات متناثرة وأراضي عشبية.

هذه التغيرات أثرت بشكل مباشر على توفر الغذاء لـ”جيجانتوبيثيكوس”، الذي كان يعتمد على بيئة غنية بالفاكهة.

وفقاً لعالمة الآثار “كيرا ويستواي” من جامعة ماكواري في أستراليا، فإن المناطق التي عاش فيها هذا القرد العملاق شهدت فترات جفاف طويلة، مما جعل الفاكهة نادرة.

في الوقت نفسه، تكيفت الكائنات الأخرى، مثل أسلاف الأورانجوتان، مع هذه التغيرات من خلال توسيع نظامها الغذائي، لكن “جيجانتوبيثيكوس” لم يتمكن من التكيف بسرعة كافية، مما أدى إلى انحصار وجوده في منطقة “غوانغxi” الصينية قبل أن ينقرض تماماً.

النظرية الثالثة: الحجم الكبير كان نقمة

رغم أن الحجم الكبير قد يبدو ميزة، إلا أنه كان أحد أسباب انقراض “جيجانتوبيثيكوس”، فبوزن يقارب ثلاثة أضعاف وزن الغوريلا الحديثة، كان هذا القرد العملاق بحاجة إلى كميات هائلة من الطعام للبقاء على قيد الحياة، ومع تراجع مصادر الغذاء، أصبح من الصعب عليه تلبية احتياجاته اليومية.

بالإضافة إلى ذلك، كان “جيجانتوبيثيكوس” يعتمد على الحركة الأرضية، على عكس الأورانجوتان التي يمكنها التحرك بخفة بين الأشجار.

هذا جعله أقل قدرة على التنقل لمسافات طويلة بحثاً عن الطعام، كما أن حجمه الضخم جعله بطيئاً وغير قادر على مطاردة الفرائس أو التكيف مع التغيرات البيئية بسرعة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *