ماذا حدث؟
في تطور جديد على الساحة الفلسطينية، أعلنت حركة “حماس” استعدادها للتخلي عن السلطة السياسية وإدارة قطاع غزة، لكنها شددت على أن سلاحها ليس مطروحًا للتفاوض إلا في حال تحقيق شرط وحيد، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
شرط السلاح.. معادلة معقدة
وكشف القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، في تصريحات نقلتها شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، أن الحركة لا تعارض تسليم إدارة غزة، لكنها ترى في سلاحها “ضمانة” لحقوق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل تأجيج الوضع وعرقلة أي تقدم في مفاوضات المرحلة الثانية.
لماذا هذا مهم؟
ويعكس هذا الموقف التباين داخل الحركة بشأن مستقبل السلاح، وهو ملف معقد يتداخل فيه البُعد السياسي بالميداني، وسط ضغوط دولية وإقليمية متزايدة لإيجاد حل شامل للصراع في غزة.
تصريحات مثيرة للجدل
وفي وقت سابق، فجر القيادي في حماس، موسى أبو مرزوق، جدلًا واسعًا بتصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز”، قال فيها إنه لو كانت قيادة حماس تعلم حجم الدمار الذي سيلحق بغزة، لما دعمت هجوم 7 أكتوبر، كما أشار إلى “انفتاح” داخل الحركة لمناقشة مستقبل السلاح، وهو ما يتناقض مع الموقف الرسمي.وسرعان ما ردت حماس على هذه التصريحات، حيث نفى الناطق باسمها، حازم قاسم، وجود أي تغيير في موقف الحركة، مؤكدًا أن سلاح المقاومة “شرعي وغير قابل للتفاوض”، واصفًا ما نُقل عن أبو مرزوق بأنه “مُجتزأ وخارج عن السياق”.
ماذا بعد؟
المرحلة المقبلة تبدو مصيرية بالنسبة لحماس، فإما أن تدخل في شراكة سياسية حقيقية مع منظمة التحرير الفلسطينية وتقبل بالمسار الدبلوماسي، أو تبقى في عزلة دولية متزايدة.ويبقى السؤال، هل يشكل موقف حماس الجديد بداية تحوّل سياسي حقيقي، أم أنه مجرد محاولة للمناورة في ظل الضغط الدولي والإقليمي المتزايد؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة، لكنها بلا شك ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الحركة ومسار القضية الفلسطينية.