أزمة متصاعدة بين باريس والجزائر.. قيود فرنسية وردود جزائرية غاضبة

#image_title

ماذا حدث؟

في ظل تصاعد التوترات بين باريس والجزائر، أقرت فرنسا قيودًا على دخول بعض الشخصيات الجزائرية إلى أراضيها، ما أثار استياء الجزائر التي اعتبرت القرار “استفزازيًا” وردت بانتقادات حادة.

قيود فرنسية وتهديد بإجراءات إضافية

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو فرض قيود على دخول شخصيات جزائرية، مؤكدًا أنها مؤقتة وقابلة للتراجع مع استئناف التعاون. وجاءت تصريحاته قبل اجتماع وزاري حول الهجرة، وسط أزمة دبلوماسية حادة. ولم يحدد بارو موعد فرض القيود أو عدد المشمولين بها، لكنه شدد على أنها لحماية المصالح الفرنسية، مشيرًا إلى قضايا عالقة مثل استعادة الجزائريين غير القانونيين وسجن الكاتب بوعلام صنصال. كما لم يستبعد مزيدًا من الإجراءات، مؤكدًا أن بلاده ستتصرف بحذر دون إعلان كل خطواتها.

انقسام داخل الحكومة الفرنسية

تنقسم الحكومة الفرنسية في نهجها تجاه الجزائر بين مؤيدين للتشدد، مثل وزير الداخلية برونو ريتايو، وداعمين للحوار، كوزير الخارجية، ما يعكس تعقيدات العلاقة المتقلبة بين البلدين.

الجزائر ترد بغضب

من جانبها، عبرت الجزائر عن “استغرابها ودهشتها” إزاء الإجراءات الفرنسية، ونددت بما وصفته بـ”حلقات متكررة من الاستفزازات والضغوط”. وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان رسمي، أن باريس لم تُخطرها بهذه القيود، على الرغم من الاتفاقيات الثنائية التي تنص على تبادل الإبلاغ بشأن مثل هذه القرارات.وشدد البيان الجزائري على أن هذه الخطوة “لن تؤثر على البلاد بأي شكل من الأشكال”، محذرًا من أن الجزائر سترد بإجراءات مماثلة إذا استمر الجانب الفرنسي في تصعيده.

لماذا هذا مهم؟

وسط جدل محتدم حول الهجرة، شهدت فرنسا هجومًا بسكين في مولوز، اتُّهم فيه جزائري غير قانوني بقتل شخص وإصابة سبعة. ورغم مطالبة باريس باستعادته، رفضت الجزائر، ما دفع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو لوصف الموقف بـ”غير المقبول” والتهديد بإجراءات أكثر صرامة، منها تقييد التأشيرات.

جدل حول وضع بوعلام صنصال

تضاربت الأنباء حول وضع الكاتب بوعلام صنصال، المسجون بالجزائر منذ نوفمبر 2024، إذ زعم محاميه في باريس دخوله إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على ضغوط لتغيير دفاعه، بينما نفى نقيب المحامين الجزائريين ذلك، مؤكدًا أنه لم يضرب عن الطعام وألغى توكيل محاميه السابقين.

ماذا بعد؟

العلاقات الفرنسية الجزائرية لطالما اتسمت بالتوتر، ومع تلويح باريس بإجراءات جديدة ورد الجزائر بتحدٍّ، يبقى المستقبل مفتوحًا على التصعيد أو التهدئة حسب تطورات الأحداث.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *