إعمار غزة.. شراكة عربية أم سباق نفوذ بين مصر وأمريكا؟

#image_title

كتب :سعود عبدالعزيز

ماذا يحدث؟

في الوقت الذي تترقب فيه الأنظار إعلان مصر عن خطتها لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، استضافت السعودية قادة دول الخليج ومصر والأردن في لقاء وُصف بـ”الأخوي والودّي”، لمناقشة خطة بديلة للمقترح الأمريكي السابق حول إعادة توطين سكان غزة في دول مجاورة. ومن المقرر أن يعقد القادة قمة موسعة في القاهرة الأسبوع المقبل للكشف عن تفاصيل هذه الخطة.

أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال مؤتمر صحفي أن لدى مصر القدرة والخبرة الكافية لإعادة إعمار غزة في غضون ثلاث سنوات فقط. في المقابل، تحدث المبعوث الأمريكي الخاص، ستيفن ويتكوف، خلال زيارته للسعودية عن قمة محتملة تجمع كبرى شركات التطوير العقاري في الشرق الأوسط، برعاية أمريكية، مشيرًا إلى أن عدة دول طلبت أن تكون واشنطن جزءًا من الحل، لكنه لفت إلى أن إعادة إعمار القطاع قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عامًا، وفقًا للتقديرات الأمريكية.

القمة المرتقبة في القاهرة ستحدد ما إذا كانت واشنطن ستنضم إلى جهود إعادة الإعمار كشريك لمصر، أم ستسعى لفرض رؤيتها الخاصة كمنافس في هذا الملف الحيوي.

لماذا هذا مهم؟

إعادة إعمار غزة تحمل أبعادًا إنسانية وسياسية عميقة، خاصة بعد الدمار الواسع الذي خلفته الحرب بين حماس وإسرائيل، وما ترتب عليه من أزمة إنسانية حادة. تسريع عملية الإعمار قد يسهم في تهدئة التوترات، ويمهد الطريق لحل سياسي طويل الأمد للقضية الفلسطينية.

كما أن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة باتت عنصرًا محوريًا في أي نقاش حول إعادة الإعمار. وهو ما أكده المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، الذي شدد على أن أي خطة لإعمار غزة لا يمكن أن تنجح دون وجود مسار سياسي واضح نحو دولة فلسطينية. وقال: “نحن بحاجة إلى خطة جريئة لا تعيد غزة إلى نقطة الصراع مجددًا، بل تؤسس لطريق واضح نحو دولة فلسطينية مستقلة”.

ماذا بعد؟

الاهتمام الدولي المتزايد بملف إعادة الإعمار دفع دولًا إقليمية، مثل تركيا، إلى إبداء استعدادها للمشاركة. ففي زيارته الأخيرة إلى الأردن، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائه مع الملك عبدالله الثاني، إلى تحرك فوري دون تأخير لإعادة بناء القطاع، في خطوة تعكس طموح أنقرة للعب دور رئيسي في هذا الملف.

لكن وسط هذا الحراك، يظل السؤال الأبرز: ما مصير حركة حماس؟ التي قد تكون حجر عثرة أمام أي مشروع لا يتماشى مع رؤيتها. فهل ستعرقل جهود الإعمار في حال لم تكن شريكة فيها؟ أم أن التحركات الدولية ستفرض رؤية جديدة تتجاوز العقبات السابقة، وتفتح صفحة جديدة لمستقبل غزة؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *