ماذا حدث؟
في تصعيد جديد لصراع الهيمنة على المحتوى الرقمي، رفعت شركة Chegg، المتخصصة في تقديم الخدمات التعليمية عبر الإنترنت، دعوى قضائية ضد غوغل، متهمة إياها بـ”المنافسة غير العادلة” عبر أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة “AI Overviews” (AIO)، التي تقول الشركة إنها سرقت زوار منصتها وأثرت سلبًا على نموها.
غوغل في قفص الاتهام
وبحسب الدعوى، التي تم تقديمها يوم الاثنين، تدّعي “Chegg” أن غوغل تستخدم محتواها لعرض إجابات مباشرة داخل نتائج البحث، مما يمنع المستخدمين من زيارة موقعها. وعلّق ناثان شولتز، الرئيس التنفيذي لـ”Chegg”، على الأمر قائلاً: “غوغل تبقي الزوار داخل منصتها عبر AIO، مستغلةً محتوى Chegg دون أن تمنحنا أي مقابل، مما يضر بقدرتنا على النمو”، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ”.
لماذا هذا مهم؟
الشكوى القانونية تأتي في وقت عصيب للشركة، إذ تعرضت أسهمها لانهيار حاد عقب الإعلان عن القضية، حيث تراجعت بنسبة 18% في تداولات ما بعد ساعات العمل، مما جعلها واحدة من أسوأ الأسهم أداءً في مؤشر Russell 3000. والأزمة ليست جديدة، فقد فقدت “Chegg” نحو 95% من قيمتها السوقية منذ أن أطلقت OpenAI روبوت الدردشة “ChatGPT” في 2022، والذي أثّر على الطلب على خدماتها التعليمية.
مستقبل الإنترنت تحت التهديد؟
لا تتوقف مخاوف “Chegg” عند خسائرها المالية، بل تحذر الشركة من أن ممارسات غوغل تهدد بتحويل الإنترنت إلى “حديقة مسوّرة”، حيث يحصل المستخدمون على إجابات مباشرة من الذكاء الاصطناعي بدلاً من زيارة المواقع الأصلية، مما يؤدي – بحسب الدعوى – إلى “نظام معلومات غير موثوق ومليء بالأخطاء”.
ليست وحدها.. ناشرون ضد غوغل
وهذه القضية ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن أعرب العديد من ناشري المواقع عن استيائهم من هيمنة غوغل على البحث، متهمينها بإضعاف مصادر الأخبار والمعلومات المستقلة. كما أن القضاء الأميركي سبق أن أدان الشركة في قضية احتكار غير قانوني لخدمات البحث، مما يفتح الباب أمام المزيد من المواجهات القانونية بين غوغل ومنصات المحتوى الرقمي.
ماذا بعد؟
بينما تواصل “Chegg” معركتها ضد غوغل، يبقى السؤال، هل ستنجح في استعادة مكانتها، أم أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل مستقبل البحث على الإنترنت، حتى لو كان ذلك على حساب الشركات التي كانت تعتمد عليه في السابق؟