ماذا حدث؟
شهدت العاصمة السورية، دمشق، اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن وعناصر مسلحة تُنسب إلى “فلول النظام السابق”، في واحدة من أكثر المواجهات العنيفة منذ سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024.ووفقًا لوسائل إعلامية، وقعت الاشتباكات في حي تشرين قرب القابون، حيث قادت المجموعة المسلحة شخص يدعى فوزي ريا، وهو أحد الشخصيات المعروفة بولائها للنظام السابق. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المواجهات أسفرت عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي وإصابة اثنين آخرين، مشيرًا إلى استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.وأفادت مصادر ميدانية بأن قوات الأمن أرسلت تعزيزات إلى موقع الاشتباكات، في وقت انتشرت فيه سيارات الإسعاف لنقل المصابين، وسط حالة استنفار أمني شديدة.
لماذا هذا مهم؟
رغم مرور شهرين على سقوط نظام الأسد، يبدو أن أنصاره لا يزالون يمتلكون القدرة على التحرك المسلح داخل البلاد، وهو ما يطرح تساؤلات حول مصادر الدعم التي يتلقونها.وتشير تقارير استخباراتية إلى أن بقايا الشبكات الأمنية والعسكرية للنظام السابق لم تُستأصل بالكامل، بل لجأت إلى العمل السري، واستفادت من شبكات التهريب، ودعم بعض الجهات الخارجية التي لا تزال ترى في الأسد خيارًا سياسيًا.كما أن الفراغ الأمني في بعض المناطق، وعدم استكمال عمليات إعادة الهيكلة في الأجهزة الأمنية، منح هذه الجماعات فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، مما يفسر قدرتها على تنفيذ عمليات بهذا الحجم.
الاشتباكات تأتي عشية مؤتمر الحوار الوطني
تزامنت هذه التطورات مع استعدادات دمشق لعقد مؤتمر الحوار الوطني، الذي يُعد محطة أساسية في الانتقال السياسي بسوريا، حيث يناقش صياغة إعلان دستوري، العدالة الانتقالية، والإصلاح المؤسسي، مما يثير قلق فلول النظام السابق.في سياق متصل، أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق بعض العقوبات على سوريا، تشمل المصارف والطاقة والنقل، وهي خطوة رحّبت بها الحكومة السورية. ومع ذلك، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد، كايا كالاس، أن رفع العقوبات ليس نهائيًا، ويمكن إعادة فرضها إذا لم تُحترم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ماذا بعد؟
تؤكد هذه الاشتباكات أن سوريا لم تصل بعد إلى الاستقرار، مع استمرار تحركات أنصار النظام السابق لعرقلة المسار السياسي. فهل تتمكن الحكومة الجديدة من إنهاء وجودهم، أم أن البلاد مقبلة على صراع جديد؟