مقترح غربي جديد: ترحيل حماس بدلاً من تهجير الفلسطينيين

#image_title

ماذا حدث؟

أعاد الإفراج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين يوم السبت الماضي إشعال موجة جديدة من الدعوات داخل إسرائيل لإزالة حماس بالكامل من غزة، وهو مطلب يتزامن مع ضغوط متزايدة لإطلاق سراح بقية الرهائن المحتجزين منذ أكثر من 500 يوم.

في الوقت الذي لا تزال فيه الجهود الأمريكية تتخبط بين رؤى مختلفة لحل الأزمة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمقترح مثير للجدل يتمثل في إخلاء غزة من الفلسطينيين وتحويلها إلى منطقة استثمارية أمريكية على طراز “ريفييرا الشرق الأوسط”.

هذا المقترح، رغم عبثيته، دفع الدول العربية إلى البحث عن بديل أكثر واقعية.

لماذا هذا مهم؟

يرى المعهد الأطلسي في تحليل أنه لا يمكن لإسرائيل التعايش مع سلطة تسيطر عليها منظمة نفذت هجوم 7 أكتوبر 2023، كما أن الفلسطينيين أنفسهم يعانون من حكم حماس الذي يقودهم إلى حروب متكررة تزيد من معاناتهم.

منذ بداية الحرب، فشلت جميع خطط ما بعد الصراع بسبب عدم القدرة على إزاحة حماس عن الحكم، وهذا ما يجعل البحث عن حل جذري لهذا المأزق أمرًا ضروريًا، ليس فقط لمنع تكرار جولات القتال، ولكن أيضًا لضمان إعادة إعمار غزة بشكل فعال.

في مواجهة هذا الواقع، تعمل بعض الدول العربية على صياغة خطة جديدة تقوم على مبدأ ترحيل قادة وعناصر حماس إلى دول أخرى، كما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982، عندما تمكن المبعوث الأمريكي فيليب حبيب من تأمين خروج ياسر عرفات و14 ألفًا من مقاتليه من بيروت إلى دول مثل تونس والعراق وسوريا والجزائر واليمن، مما جنب لبنان آنذاك اجتياحًا إسرائيليًا واسع النطاق.

ماذا بعد؟

المقترح الجديد يهدف إلى استخدام الجهود الاستخباراتية المشتركة بين إسرائيل والدول العربية والولايات المتحدة لتحديد قادة حماس وعناصرها تمهيدًا لنقلهم إلى دول تحتفظ بعلاقات معها، مثل قطر وتركيا وإيران وماليزيا والجزائر وروسيا.

وسيتطلب تنفيذ هذا المخطط تمويلًا خليجيًا وترتيبات قانونية، بما في ذلك إعفاءات أمريكية من العقوبات على تسهيل ترحيل أعضاء منظمة مصنفة إرهابية.

هل ستقبل حماس بهذا المصير؟

عوامل عدة قد تدفع حماس إلى ذلك، أبرزها استمرار الهجمات الإسرائيلية العنيفة، التي من المتوقع أن تتصاعد قريبًا مرة أاخرى.

إضافة إلى ذلك، فإن تضافر الجهود العربية لإدانة حماس بوصفها سبب معاناة الفلسطينيين قد يضعها تحت ضغط شعبي كبير، كما أن تنامي الأصوات داخل غزة نفسها، والتي ترى في حماس عبئًا يكرس الحصار والدمار، قد يؤدي إلى إضعاف قبضة الحركة على القطاع.

على الرغم من تعقيد هذا المخطط، إلا أن نجاح فيليب حبيب في تنفيذ سيناريو مشابه قبل أكثر من أربعة عقود يثبت أنه قابل للتحقيق، كما أنه أكثر واقعية من أحلام إقامة “ريفييرا غزة”، التي لم تجد أي دعم حقيقي من الدول العربية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *