أزمة دبلوماسية بين المغرب والجزائر.. كيف تورطت سوريا؟

#image_title

ماذا حدث؟

عادت التوترات بين الجزائر والمغرب إلى الواجهة بعد أن اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية الرباط بالوقوف وراء “اختلاق الأكاذيب ونشرها على نطاق واسع”.

جاءت هذه الاتهامات في أعقاب تقارير إعلامية أفادت بأن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع رفض طلبًا تقدم به وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، للإفراج عن 500 جندي جزائري ومقاتلين من جبهة البوليساريو كانوا يقاتلون إلى جانب قوات بشار الأسد.

ووصفت الوكالة الجزائرية هذه الأخبار بأنها “افتراءات من نسج خيال بؤساء لا هم لهم سوى الجزائر”.

من جانبها، لم تصدر أي ردود فعل رسمية من المغرب، لكن التصعيد الإعلامي أثار تساؤلات حول دور سوريا في تفاقم الأزمة بين الجارين المغاربيين.

لماذا هذا مهم؟

هذه الاتهامات تأتي في سياق تاريخي من التوترات بين الجزائر والمغرب، خاصة حول قضية الصحراء الغربية

جبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر، تخوض نزاعًا مع المغرب منذ عام 1975، وقد توقفت المفاوضات بين الطرفين منذ عام 2019، مما جعل أي تطور جديد في هذا الملف حساسًا للغاية.

الجزائر، التي كانت داعمة قوية لنظام بشار الأسد، دعت في فبراير 2020 إلى “رفع التجميد عن عضوية سوريا في الجامعة العربية”.

هذا الدعم التاريخي للنظام السوري يجعل أي حديث عن وجود قوات جزائرية أو مقاتلين من البوليساريو في سوريا أمرًا يثير الشكوك والجدل.

ماذا بعد؟

في ظل هذه التطورات، وجهت الجزائر اتهامات مباشرة للمغرب بتضخيم الأخبار المضللة، وقامت حسابات مغربية على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر هذه الأخبار بشكل ممنهج، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين البلدين.

اتهامات الجزائر للمغرب تهدف إلى إعادة تركيز انتباه الرأي العام الجزائري على الخصومة مع المغرب، وتعد هذه الخطوة جزء من استراتيجية لترويج فكرة وجود عدو متربص.

في النهاية، تظل هذه الأزمة مثالًا على كيفية استخدام الإعلام كأداة في الصراعات السياسية، فبينما تتهم الجزائر المغرب بنشر أخبار كاذبة، يرى المراقبون أن هذه الاتهامات قد تكون محاولة لتحويل الانتباه عن التحديات الداخلية أو تعزيز الخطاب الوطني.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *