ماذا حدث؟
أثارت قناة الجزيرة جدلًا واسعًا بعد نشرها ترجمة أثارت الريبة لمضمون لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض. اللقاء تناول عدة قضايا حساسة، أبرزها مقترح أمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن وسيناء، وهو ما رفضه الملك الأردني بشكل قاطع. لكن الصياغة التي قدمتها الجزيرة باللغة العربية بدت منحازة، حيث صورت موقف العاهل الأردني وكأنه لم يكن حاسمًا في الرفض، بل ترك الباب مفتوحًا أمام مناقشة التفاصيل، وهو ما يتناقض مع نصوص التقارير الصادرة بالإنجليزية عن وكالات الأنباء العالمية.وأثارت هذه الترجمة استياء العديد من المتابعين، حيث اعتبرها البعض تلاعبًا متعمدًا يخدم أجندات معينة ويشوه الموقف الرسمي الأردني. عدد من الصحفيين والمحللين انتقدوا هذا النهج، مشيرين إلى أن الجزيرة لديها تاريخ في تقديم الأخبار بصياغات توحي بمعانٍ غير دقيقة، خاصة عندما يتعلق الأمر بملفات سياسية حساسة تخص الدول العربية.
لماذا هذا مهم؟
هذه الواقعة تفتح الباب مجددًا للنقاش حول معايير المهنية والحيادية في التغطيات الإعلامية، خصوصًا من قناة بحجم الجزيرة التي تدّعي أنها تقدم محتوى متوازنًا. التحريف المتعمد – إذا ثبت – لا يؤثر فقط على مصداقية القناة، لكنه قد يخلق توترات سياسية ويؤثر على الرأي العام بطريقة غير نزيهة. كما أن هذه الخطوة تأتي في توقيت حساس جدًا، حيث تحاول دول عربية عدة، من بينها مصر والأردن، التصدي لأي محاولات لفرض واقع جديد في غزة على حساب سيادتها وأمنها القومي.التلاعب بمحتوى التصريحات الرسمية قد يسهم أيضًا في تأجيج المواقف الشعبية تجاه القيادة الأردنية، وهو أمر خطير إذا كان مبنيًا على معلومات مغلوطة أو مشوهة. كثيرون يرون أن الجزيرة ليست مجرد وسيلة إعلامية، بل لديها أجندات سياسية واضحة، ومع مثل هذه الأخطاء – التي قد تكون متعمدة – تتعزز الشكوك حول دورها في توجيه الرأي العام بطرق غير مهنية.
ماذا بعد؟
بعد انتشار الجدل حول الترجمة التي نشرتها الجزيرة، قامت الجهات الرسمية الأردنية بنشر النصوص الصحيحة لمحتوى اللقاء، سواء باللغة الإنجليزية أو العربية، لتوضيح حقيقة الموقف الأردني القاطع برفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين. وجاءت هذه الخطوة في محاولة لقطع الطريق على أي محاولات لتحريف الموقف الرسمي أو استغلاله إعلاميًا.