ماذا حدث في جوبر؟
في واحدة من أكثر المناطق تضررًا خلال الحرب السورية، تبدو جوبر اليوم كمدينة أشباح، حيث لا تزال آثار الدمار تسيطر على المشهد. ولم يعد هناك سوى عدد قليل من السكان العائدين، يتجولون بين الأنقاض بحثًا عن ما تبقى من ذكرياتهم، بينما تظل المقبرة هي العلامة الوحيدة على استمرار الحياة.وبعد سنوات من القتال العنيف، تحولت جوبر، التي كانت تضم أكثر من 250 ألف نسمة قبل الحرب، إلى منطقة مدمرة بالكامل. ومع وعود الحكومة الجديدة بإعادة الإعمار، يبقى السؤال، هل يمكن إعادة الحياة إلى هذا الحي المنكوب؟
ما الذي تغير؟
تعد جوبر واحدة من أكثر المناطق تضررًا في دمشق، حيث تعرضت لقصف مكثف خلال سنوات الحرب، ما أدى إلى تدمير المنازل والمتاجر وحتى المعالم التاريخية مثل المعبد اليهودي الأقدم في سوريا.ومع انتهاء المعارك وسيطرة الحكومة الجديدة، بدأت بعض الجهود الأولية لتقييم الأضرار، حيث أرسل الهلال الأحمر فرقًا لتفقد المنطقة وإزالة الألغام، لكن عمليات إعادة الإعمار الفعلية لم تبدأ بعد.ورغم ذلك، عاد بعض السكان لإلقاء نظرة على منازلهم المدمرة، بينما يواجهون حقيقة أن معظمهم لن يتمكنوا من العودة للعيش هنا في المستقبل القريب.
حفّار القبور.. الشاهد الوحيد على الحياة
وسط المقبرة المدمرة في جوبر، يقف ماجد العجوز وعمه، وهما آخر من تبقّى من سكان الحي القدامى، يتوليان غسل الجثث ودفن الموتى، بحسب الجريدة الأمريكية “وول ستريت جورنال”.”لم يتبقَ هنا سوى الموت”، يقول العجوز وهو يشير إلى شواهد القبور المحطمة. انتهى للتو من حفر قبر جديد، حيث دفن المشيعون رجلاً مسنًا قرر العودة إلى جوبر قبل أن توافيه المنية.وخلال سنوات الحرب، كان العجوز يعمل في المقبرة تحت القصف، حيث كان الدفن يتم في جنح الليل، تفاديًا لاستهداف القناصة أو الطائرات الحربية.
هل هناك أمل في إعادة الحياة إلى جوبر؟
حتى الآن، لم تبدأ أي مشاريع رسمية لإعادة إعمار الحي، ورغم وعود الحكومة، لا تزال العملية في مراحلها الأولية.ويخشى كثيرون من أن جوبر قد تتحول إلى منطقة استثمارية بدلًا من أن تُعاد إلى سكانها الأصليين، وهو سيناريو مشابه لما حدث في بعض أحياء دمشق الأخرى.وفي ظل غياب خطط واضحة، يبقى المشهد في جوبر كما هو: دمار شامل، عودة خجولة لبعض السكان، وعمل دؤوب لحفار القبور، الذي يواصل مهمته وسط الركام، في انتظار أن تعود الحياة يومًا ما.