من أبراج نيويورك إلى رمال الخليج.. كيف تبني عائلة ترامب إمبراطوريتها؟

#image_title

كتب : محمد الزمزمي

ماذا حدث؟

في تصريح صادم، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تستولي على غزة وتُهَجِّر جميع الفلسطينيين منها بشكل دائم. لكنه لم يتوقف عند ذلك، بل شبّه إعادة توطينهم بمشاريعه العقارية الضخمة، قائلاً:

“إذا وجدنا قطعة الأرض المناسبة، يمكننا بناء أماكن رائعة لهم، وسيكون ذلك أفضل بكثير من العودة إلى غزة.”

وأضاف: “كل من تحدثت إليه يحب فكرة أن تمتلك الولايات المتحدة هذه الأرض، تطورها، وتخلق آلاف الوظائف من مشروع سيكون رائعًا.”

لكن بعد يوم واحد فقط، سارع مساعدوه لمحاولة التخفيف من حدة التصريحات، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن “الرئيس لم يلتزم بوضع قوات أمريكية على الأرض في غزة.”

لماذا هذا مهم؟

هذه التصريحات لم تأتِ من فراغ. فقد تحوّل الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة إلى مركز استثماري ضخم لعائلة ترامب، حيث وقعّت شركاته صفقات كبرى في السعودية، الإمارات، وعُمان.

والأخطر أن جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق، سبق أن وصف “الواجهة البحرية لغزة بأنها قد تكون ذات قيمة كبيرة.”

فهل تصريحات ترامب جزء من مخطط استثماري خفي أم مجرد مناورة سياسية جريئة؟

استثمارات عائلة ترامب في الشرق الأوسط

خلال السنوات الثلاث الماضية، توسّعت منظمة ترامب في المنطقة، حيث وقّعت صفقات بملايين الدولارات مع شركة “دار الأركان” السعودية لبناء شقق فاخرة، ملاعب جولف، وفنادق في السعودية، عُمان، ودبي.

أحد أكبر هذه المشاريع هو منتجع ترامب في عُمان، حيث تمتلك الحكومة العمانية الأرض التي يُبنى عليها الفندق وملعب الجولف. ورغم أن الافتتاح لا يزال بعيدًا بثلاث سنوات على الأقل، إلا أن منظمة ترامب حصلت بالفعل على 7.5 مليون دولار من الصفقة.

وفي صيف 2024، زار إريك ترامب ودونالد ترامب جونيور سلطنة عُمان لمتابعة المشروع، برفقة يوسف الشلاش، رئيس مجلس إدارة دار الأركان.

لكن الأمر لم يقتصر على العقارات، بل دخلت عائلة ترامب أيضًا في شراكة مع دوري LIV Golf، الممول من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، حيث يتم تنظيم بطولات الجولف في منتجعات ترامب، ما يدر عليه أرباحًا ضخمة.

كوشنر.. من رجل سياسة إلى إمبراطور استثمارات

بعد خروجه من البيت الأبيض، أطلق جاريد كوشنر شركة استثمار خاصة تدعى Affinity Partners، والتي جمعت 4.5 مليار دولار، معظمها من الصناديق السيادية في السعودية، الإمارات وقطر.

كما استثمر كوشنر في شركات إسرائيلية، من بينها:

  1. Phoenix Holdings (شركة تأمين).
  2. Shlomo Holdings (شركة تأجير سيارات).

لكن الأكثر إثارة للجدل هو أن أحد شركاء كوشنر في Shlomo Holdings يملك حصصًا في شركة تصنيع سفن حربية إسرائيلية، والتي تُستخدم في الحرب على غزة، ما يجعله شريكًا غير مباشر في الصفقات العسكرية التي تمولها أمريكا لصالح إسرائيل.

هل غزة “مشروع عقاري”؟

لم تكن تصريحات ترامب مجرد زلة لسان، فجاريد كوشنر هو من مهّد لهذه الفكرة العام الماضي خلال فعالية بجامعة هارفارد، حيث قال:
“الواجهة البحرية لغزة قد تكون ذات قيمة كبيرة.”

واقترح أن يتم “نقل السكان أولًا، ثم تنظيف المنطقة.”

اليوم، يعود ترامب ليقول إن “امتلاك غزة وتطويرها سيكون فكرة رائعة.”

ماذا بعد؟

  • هل فعلاً سيتم تهجير الفلسطينيين وتحويل غزة إلى مشروع عقاري؟
  • هل يخطط ترامب لاستثمار سياسي واقتصادي في المنطقة، مستفيدًا من تحالفاته في الخليج؟
  • هل هذه مجرد لعبة انتخابية، أم أن هناك اتفاقات سرية تُطبخ وراء الكواليس؟

ما يحدث ليس مجرد تصريحات عابرة.. بل قد يكون بداية لصفقة كبرى تغير معالم الشرق الأوسط بالكامل!

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *