حكومة جديدة في لبنان.. هل انتهى زمن حزب الله؟

#image_title

ماذا حدث؟

أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون السبت تشكيل حكومة جديدة برئاسة الدبلوماسي والقاضي الدولي السابق نواف سلام، وهي أول حكومة كاملة الصلاحيات في لبنان منذ عام 2022.

تأتي هذه الخطوة بعد أشهر من الفراغ السياسي والأزمات المتلاحقة التي عصفت بالبلاد، بما في ذلك الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله التي انتهت بوقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي.

تتكون الحكومة الجديدة من 24 وزيرًا، موزعين بالتساوي بين الطوائف المسيحية والإسلامية، وتضم خمس وزيرات.

وقد تعهد رئيس الوزراء سلام بإعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وبين لبنان ومحيطه العربي والدولي، مؤكدًا أن الإصلاح هو الطريق الوحيد لإنقاذ البلاد من أزماتها الاقتصادية والسياسية المزمنة.

لماذا هذا مهم؟

تشكيل الحكومة الجديدة يعد خطوة حاسمة في مسار استقرار لبنان، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تواجهها البلاد.

لبنان يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة هي الأسوأ منذ عقود، حيث انهارت العملة المحلية وفقدت البنوك سيولتها، وأصبحت الكهرباء شحيحة، بينما يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر.

كما أن الحكومة الجديدة تأتي في وقت حرج يتزامن مع انتهاء المهلة المحددة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في 18 فبراير.

وقد تعهد سلام بمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب.

من ناحية أخرى، فإن تشكيل هذه الحكومة يمثل تحولًا عن النخب السياسية التقليدية المقربة من حزب الله، مما يعكس رغبة لبنان في تحسين علاقاته مع الدول العربية، خاصة السعودية ودول الخليج، التي كانت قلقة من تزايد النفوذ السياسي والعسكري لحزب الله خلال العقد الماضي.

ماذا بعد؟

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن الحكومة الجديدة من تحقيق الإصلاحات المطلوبة وإخراج لبنان من أزماته؟

يعتمد ذلك على قدرة الحكومة على العمل كفريق موحد، بعيدًا عن الخلافات الضيقة والصراعات السياسية التي طالما عرقلت الحكومات السابقة.

نجاح الحكومة سيتوقف على دعم المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين أبدوا ترحيبهم بتشكيل الحكومة الجديدة وأكدوا على ضرورة تنفيذ الإصلاحات قبل تقديم أي دعم مالي لإعادة إعمار لبنان.

تشكيل الحكومة الجديدة يعد خطوة إيجابية نحو استقرار لبنان، لكن الطريق لا يزال طويلًا وشائكًا، فبينما تلوح في الأفق فرص لإعادة الإعمار وتحسين العلاقات الدولية، فإن التحديات الداخلية، خاصة الأزمة الاقتصادية والانقسامات السياسية، تظل عقبات كبرى تحتاج إلى إرادة قوية وتعاون جميع الأطراف لتجاوزها.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *