عبر 80 عامًا.. كيف قاوم الفلسطينيون مخططات التهجير؟

عبر 80 عام كيف قاوم الفلسطينيون مخططات التهجير

في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “تستولي” الولايات المتحدة على قطاع غزة، وتنقل سكانها الفلسطينيين، وتحول المنطقة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

هذه التصريحات، التي جاءت بعد تعليقات سابقة لترامب حول “تنظيف” غزة، أثارت مخاوف من أن تكون دعوة مبطنة لتطهير عرقي لسكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون فلسطيني.

لكن هذه الدعوات ليست جديدة؛ فمنذ ما يقرب من 80 عامًا، واجه الفلسطينيون في غزة محاولات متكررة لتهجيرهم، وقاوموها بإصرار.

بداية النزوح 1948

معظم سكان غزة اليوم هم أحفاد اللاجئين الذين نزحوا من ديارهم عام 1948، عندما أُعلن عن قيام دولة إسرائيل واندلعت حرب مع الدول العربية المجاورة.

خلال تلك الفترة، فرّ أو طُرد أكثر من 700 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، ليصبحوا لاجئين بلا وطن.

وفي غزة، أنشأت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ثمانية مخيمات لاستيعاب أكثر من 200 ألف لاجئ.

محاولات التهجير المبكرة

منذ الخمسينيات، حاولت إسرائيل وحلفاؤها إقناع اللاجئين الفلسطينيين بالاستقرار في دول عربية أخرى، بدلًا من العودة إلى ديارهم.

على سبيل المثال، اقترحت الولايات المتحدة في الخمسينيات مشاريع لإعادة توطين اللاجئين في سوريا والأردن، معتمدة على وعود بالازدهار الاقتصادي، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، حيث ظل الفلسطينيون متمسكين بحقهم في العودة إلى وطنهم.

الاحتلال ومقاومة التهجير

بعد حرب 1967، احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أدى إلى تصاعد الشعور بالهوية الوطنية الفلسطينية.

وفي محاولة لتقليل الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وضعت إسرائيل خططًا سرية لتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى دول مثل باراغواي، لكن هذه الخطط فشلت أيضًا بسبب مقاومة الفلسطينيين ورفضهم التخلي عن حق العودة.

من أوسلو إلى اليوم

في تسعينيات القرن الماضي، رفضت مفاوضات أوسلو فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، حيث كانت إبقاء اللاجئين في القطاع جزءًا أساسيًا من فكرة حل الدولتين.

لكن مع تراجع آمال تحقيق هذا الحل، عادت مخططات التهجير إلى الواجهة، ففي أعقاب الهجمات الأخيرة على غزة، اقترح مسؤولون إسرائيليون من اليمين المتطرف “تشجيع هجرة” الفلسطينيين من القطاع، وهو ما قوبل برفض قاطع من الفلسطينيين.

مقاومة مستمرة

على مدار العقود، واجه الفلسطينيون محاولات التهجير بإصرار غير مسبوق، فبمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير 2025، عاد مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا إلى جنوب غزة إلى منازلهم في الشمال، رغم الدمار الذي لحق بها، كما رفضوا بشكل قاطع أي مقترحات لإعادة التوطين، مؤكدين تمسكهم بأرضهم.

وتتوقع الأمم المتحدة أن إعادة إعمار غزة ستستغرق 10 سنوات على الأقل وستكلف 50 مليار دولار، لكن الفلسطينيين لا يريدون مساعدات لإعادة التوطين، بل يطالبون بمساعدة لإعادة البناء.

كما عبروا عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجيرهم، مؤكدين أن “لا مال في العالم يمكن أن يعوض عن الوطن”.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *