هل أجبرت الدول العربية ترامب على التراجع عن خطة التهجير؟

دونالد ترامب

ماذا حدث؟

في تصريحات مثيرة للجدل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه “لا داعي للعجلة” في تنفيذ مقترحه المثير للجدل بشأن قطاع غزة.

وأضاف ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة لإدارة مشروع إعادة إعمار عالمي، دون الحاجة إلى نشر جنود أمريكيين على الأرض. ومع ذلك، أكد ترامب أن إسرائيل ستظل مسؤولة عن الأمن في القطاع.

هذه التصريحات جاءت في سياق إصرار ترامب على أن الفلسطينيين سيتم إعادة توطينهم في “مجتمعات أكثر أمانًا” بعد انتهاء الحرب، مما أثار مخاوف من تهجير قسري لسكان غزة.

ومع ذلك، يبدو أن ترامب قد تراجع عن لهجته الحادة بعد ضغوط دبلوماسية مكثفة، خاصة من مصر، التي قادت حملة عربية ودولية لرفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين.

لماذا هذا مهم؟

تصريحات ترامب لم تكن مجرد حديث عابر، بل كانت محاولة لرسم خريطة جديدة للمنطقة، قد تتضمن تغييرات جذرية في الوضع الديموغرافي والسياسي لفلسطين.

وفقًا للمحلل السياسي السعودي مبارك العاتي، فإن تراجع ترامب عن تصريحاته جاء نتيجة لضغوط عربية ودولية ونصيحة من مستشاريه المقربين، خاصة بعد موقف الدول العربية الموحد والقوي.

الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للبحوث والدراسات، يرى أن تصريحات ترامب كانت “قنابل دخان” تهدف إلى إلهاء العالم عن المخططات الداخلية للرئيس الأمريكي.

ويشير إلى أن ترامب يحاول تفكيك “الدولة العميقة” الأمريكية لصالح رجال الأعمال والقوى الجديدة، مستخدمًا القضية الفلسطينية كورقة ضغط.

من جهة أخرى، تؤكد الصحف العالمية مثل “واشنطن بوست” و”الجارديان” أن مصر تقود حملة دبلوماسية مكثفة ضد مخطط التهجير، محذرة من أن أي محاولة لطرد الفلسطينيين ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتقويض جهود السلام.

كما أشارت صحيفة “إندبندنت” إلى أن مصر شددت على ضرورة إعادة إعمار غزة دون نقل الفلسطينيين، مؤكدة أن الحل العادل يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.

ماذا بعد؟

رغم تراجع ترامب عن لهجته الحادة، إلا أن التساؤلات حول نواياه الحقيقية تظل قائمة.

مبارك العاتي يعتقد أن زيارة ترامب القادمة للسعودية ستكون محورية في تحديد ملامح العلاقات العربية الأمريكية وتوجهات السياسة الدولية تجاه القضية الفلسطينية.

ويشير العاتي إلى أن الولايات المتحدة لديها مصلحة في الحفاظ على استقرار المنطقة، خاصة في ظل العلاقات المهمة التي تربطها بالدول العربية.

من جانبه، يحذر الدكتور رفعت سيد أحمد من أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين ستكون بمثابة ضربة قاضية للقضية الفلسطينية، التي تقوم على أساس أرض وشعب، ويؤكد أن الجيش المصري يدرك جيدًا أن أي تغيير في الوضع الديموغرافي لسيناء سيجعلها أرضًا مستهدفة من إسرائيل، مما قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية.

ويطالب أحمد الدول العربية والإسلامية بدعم المقاومة الفلسطينية باعتبارها خط الدفاع الأول ضد الأطماع الإسرائيلية في المنطقة.

ختامًا، رغم  أن الموقف المصري والعربي الموحد يبدو أنه قد نجح في إجبار ترامب على التراجع، لكن المعركة لم تنته بعد.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *