الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري.. فهل يحسم الحرب؟

ماذا حدث؟

تصاعدت حدة المواجهات في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث يخوض الجيش السوداني معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة. وبحسب مصادر عسكرية، فقد تمكن الجيش من التقدم في عدة محاور، واقترب من القصر الجمهوري، الذي يُعد أحد أهم معاقل الدعم السريع في العاصمة، وفقًا لما نشرته وكالة “فرانس برس”.وأكد بيان رسمي للجيش أن القوات المسلحة استعادت السيطرة على مناطق حيوية مثل الرميلة والإمدادات الطبية والمنطقة الصناعية ودار سك العملة، مما يعزز موقفها في قلب الخرطوم.

لماذا هذا مهم؟

يعتبر هذا التصعيد تطورًا حاسمًا في الصراع المستمر منذ أبريل/ نيسان 2023، حيث يسعى الجيش السوداني لاستعادة العاصمة بعد شهور من القتال الدامي.كما أن بعض المؤشرات، مثل الانسحابات السريعة لقوات الدعم السريع من بعض المناطق، تطرح تساؤلات حول مدى قدرتها على الصمود. وفي المقابل، لا تزال بعض المواقع الاستراتيجية مثل ضاحية كافوري وجياد الصناعية تحت سيطرة الدعم السريع، مما يشير إلى أن المعركة لم تُحسم بعد.

ماذا قالت الأطراف المتحاربة؟

في بيان رسمي، قال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد ركن نبيل عبد الله، إن “القوات المسلحة تحقق تقدمًا ملموسًا في الخرطوم”، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية ستستمر حتى “تطهير العاصمة بالكامل من المتمردين”.ومن جانبها، نفت قوات الدعم السريع أن تكون قد خسرت مواقع استراتيجية، مؤكدة أنها “تعيد الانتشار” استعدادًا لمعركة جديدة.

كارثة إنسانية في الأفق

تسببت المعارك في تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية. وأشارت تقارير إلى أن المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل بالكاد تستوعب أعداد المصابين.وبحسب الأمم المتحدة، فإن الحرب أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في أفريقيا.

ماذا بعد؟

يبدو أن الجيش السوداني يسعى إلى حسم المعركة في الخرطوم عبر استراتيجية تطويق ودفع الدعم السريع نحو خيارات محدودة. لكن المعركة قد تطول، خاصة مع استمرار المقاومة داخل بعض الجيوب الاستراتيجية.وفي المقابل، يثير استمرار القتال مخاوف من انهيار أوسع للوضع الأمني، واحتمالية دخول أطراف إقليمية على خط الأزمة، مما قد يعقد المشهد أكثر.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *