ماذا حدث؟
في خطوة مفاجئة، قررت روسيا استبدال “فاغنر” بمجموعة “أفريكا كوربس” (فيلق أفريقيا) في محاولتها لاستعادة نفوذها في القارة السمراء. وهذه الخطوة تأتي في وقت حساس حيث تواجه موسكو تحديات كبيرة نتيجة الخسائر العسكرية في أوكرانيا وتراجع نفوذها في مناطق استراتيجية حول العالم.
تفاصيل تشكيل “أفريكا كوربس”
تختلف “أفريكا كوربس” عن “فاغنر” في عدة جوانب مهمة. في حين كانت “فاغنر” تعمل كقوة شبه عسكرية خاصة غير رسمية، فإن “أفريكا كوربس” تابعة مباشرة للإدارة العسكرية الرسمية الروسية، ويقودها نائب وزير الدفاع يونس بك إيفكوروف. وقد تم دمج العديد من عناصر “فاغنر” في هذا الفيلق الذي يهدف إلى استعادة نفوذ موسكو في أفريقيا، حيث تتواجد قواته حاليًا في خمس دول هي: ليبيا، النيجر، مالي، بوركينا فاسو، وجمهورية أفريقيا الوسطى. كما انتشرت أخيرًا إلى غينيا الاستوائية.
لماذا تم تشكيل “أفريكا كوربس”؟
تعتبر “أفريكا كوربس” بمثابة إعادة بناء للنفوذ الروسي في أفريقيا في سياق جهود موسكو لاستعادة أمجاد الاتحاد السوفياتي السابق. ووفقًا للعديد من المحللين، تسعى روسيا من خلال هذا الفيلق إلى تعزيز وجودها العسكري في أفريقيا، حيث تسعى إلى ملء الفراغ الذي خلفته القوى الغربية في السنوات الأخيرة.
دور روسيا في أفريقيا
على مدار عقود، كانت روسيا حاضرة في القارة الأفريقية من خلال دعم حركات التحرر الوطني في دول مثل أنغولا وجنوب أفريقيا. ومنذ تولي الرئيس فلاديمير بوتين السلطة، سعت موسكو إلى استعادة هذا النفوذ، خاصة في مواجهة القوى الغربية التي كانت تهيمن على المنطقة. وتقول الباحثة الروسية أولغا كراسينياك إن روسيا لا تسعى فقط لتحدي النفوذ الغربي، بل تهدف أيضًا إلى بناء عالم متعدد الأقطاب، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في العلاقات الدولية.
ردود الفعل على تشكيل “أفريكا كوربس”
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بعد التمرد الذي قاده قائد “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، في يونيو 2023، والذي أثر بشكل كبير على صورة روسيا في الساحة الدولية. ومع ذلك، يعتبر بعض الخبراء أن هذه الخطوة قد لا تحقق النجاح المرجو، خاصة بعد الهزائم التي تكبدتها موسكو في دول مثل مالي، حيث واجهت “فاغنر” هزائم على يد تحالف الحركات الأزوادية.
ماذا بعد؟
قد تواجه “أفريكا كوربس” العديد من التحديات في محاولتها لاستعادة نفوذ روسيا في أفريقيا. وقد تواجه روسيا صعوبة في كسب الدعم في هذه المنطقة بسبب تداعيات هزيمة “فاغنر” في مالي وكذلك التأثيرات السلبية للحرب الأوكرانية. بيد أن القوى الغربية قد تجد طرقًا جديدة لإعادة تموضعها في أفريقيا.