كتب- محمد النجار:
ماذا حدث؟
في زيارة محورية إلى واشنطن، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم 4 فبراير 2025.
جاءت هذه الزيارة في وقت حرج لنتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة.
قدم نتنياهو قائمة أمنيات تشمل دعمًا أمريكيًا لاستمرار الحرب على حركة حماس في غزة، وتطبيع العلاقات مع السعودية، ومواجهة التهديد النووي الإيراني.
ترامب، الذي يصف نفسه بأنه “أفضل صديق لإسرائيل”، أظهر حماسًا لدعم إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه أبدى اهتمامًا بتحقيق استقرار في المنطقة، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة وتحقيق تقدم في المفاوضات مع السعودية.
هذه الزيارة تأتي في ظل توترات داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، حيث يهدد وزير المالية بيزاليل سموتريتش بالانسحاب إذا لم تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة.
لماذا هذا مهم؟
تعد هذه الزيارة اختبارًا حقيقيًا لعلاقة ترامب بنتنياهو وللدور الأمريكي في الشرق الأوسط، فمن ناحية، يريد نتنياهو ضمان دعم أمريكي غير مشروط لسياساته، خاصة في مواجهة حماس وإيران.
ومن ناحية أخرى، يسعى ترامب إلى تحقيق إنجازات دبلوماسية، مثل التطبيع مع السعودية، والتي قد تتطلب تنازلات إسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
كما أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه إسرائيل أزمات داخلية، حيث يتصارع الائتلاف الحكومي على قضايا مثيرة للجدل مثل إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أي قرار يتخذه ترامب قد يؤثر على مستقبل نتنياهو السياسي، حيث أن تنازلات كبيرة قد تؤدي إلى انهيار حكومته.
ماذا بعد؟
في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال: ما هي الصفقة التي سيقدمها ترامب لنتنياهو؟ هل سيسمح لإسرائيل بمواصلة حربها في غزة حتى تحقيق “النصر الكامل”، أم سيدفعها نحو إنهاء العمليات العسكرية مقابل تقدم في المفاوضات مع السعودية؟
من المرجح أن ترامب سيحاول تحقيق توازن بين مصالح إسرائيل وأهدافه الدبلوماسية، فقد أبدى اهتمامًا بتحقيق استقرار في المنطقة، مما قد يدفعه إلى الضغط على نتنياهو لقبول تسوية مع الفلسطينيين كشرط للتطبيع مع السعودية.
لكن مثل هذه الخطوة قد تكون بمثابة قنبلة موقوتة داخل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، مما يعرض حكومة نتنياهو لخطر الانهيار.
ختامًا، فإن زيارة نتنياهو إلى واشنطن ليست مجرد لقاء دبلوماسي، بل هي لحظة حاسمة قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط، فهل يتمكن ترامب من تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل وتحقيق إنجازات دبلوماسية، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من التوترات؟