ماذا حدث؟
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل إلا في حال قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة. وجاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، حيث شدد تبون على أن الجزائر لم ولن تنخرط في أي اتفاق تطبيع لا يضمن الحقوق الكاملة للفلسطينيين.التصريحات التي نشرت الرئاسة الجزائرية مقتطفات منها، أكدت مجددًا على موقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهو الموقف الذي طالما ميّزها عن دول أخرى في المنطقة.
لماذا هذا مهم؟
تأتي هذه التصريحات في وقت شهدت فيه السنوات الأخيرة موجة من الاتفاقيات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، ضمن ما يُعرف بـ”اتفاقيات أبراهام”. ورغم الضغوط الدولية المتزايدة، لا تزال الجزائر من بين الدول القليلة التي ترفض أي شكل من أشكال التطبيع.كما أن تصريحات تبون تكشف عن موقف جزائري ثابت ينسجم مع التوجهات الشعبية داخل البلاد، حيث تحظى القضية الفلسطينية بتأييد واسع بين الجزائريين. لكن في الوقت نفسه، يفتح هذا التصريح باب التساؤلات حول مدى واقعية هذا الشرط، خاصة في ظل تعثر حل الدولتين واستمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
ما هو الموقف الجزائري من القضايا الإقليمية؟
لم تقتصر تصريحات تبون على القضية الفلسطينية، بل شملت أيضًا العلاقات الجزائرية – الفرنسية، التي وصفها بأنها تمر بـ”مرحلة ضارة”، مشيرًا إلى أن الجزائر “تضيع الوقت مع ماكرون”، وأن الكرة الآن في ملعب باريس لتجنب تصعيد غير قابل للإصلاح.كما وجه انتقادات لاذعة لوزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، متهمًا إياه بمحاولة استهداف الجزائر سياسيًا عبر تصريحاته حول طرد أحد المؤثرين الجزائريين من فرنسا.أما بخصوص الملف السوري، فقد أكد تبون أن الجزائر أبلغت الرئيس السوري السابق بشار الأسد رفضها التام للمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين، لكنها في الوقت ذاته دعت إلى الحوار السياسي لحل الأزمة السورية، رغم تعرضها لضغوط دولية عند محاولتها إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية عام 2022.
ماذا بعد؟
تعزز تصريحات تبون موقف الجزائر كدولة ترفض أي تسوية لا تشمل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن في ظل الجمود السياسي، يبدو هذا الموقف مبدئيًا أكثر منه عمليًا، خاصة أن شرطه يبدو بعيد المنال حاليًا. وإقليميًا، يعكس هذا التوجه استمرار الانقسام العربي بين دول طبّعت وأخرى ترفض، بينما قد يؤدي دعم الجزائر المستمر للفلسطينيين إلى تعزيز علاقتها بفصائل المقاومة، ما قد يثير انتقادات دولية.