كتب- محمد النجار:
في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل غير مسبوق، يلجأ العديد من سكان لندن إلى حلول غير تقليدية لتأمين سكن بأسعار معقولة.
من المكاتب المهجورة إلى الكاتدرائيات القديمة، أصبحت هذه الأماكن غير المألوفة ملاذًا للكثيرين ممن يعانون من أزمة الإسكان في العاصمة البريطانية.
هذه الظاهرة، المعروفة باسم “حراس العقارات”، تتيح للأفراد العيش في مباني غير مستخدمة مقابل رسوم شهرية منخفضة، لكنها تأتي مع تحديات كبيرة.
ما هي “حراسة العقارات”؟
حراسة العقارات هي ممارسة يتم من خلالها إسكان الأفراد في مباني غير مستخدمة، مثل المدارس والمكاتب وحتى الكنائس، لحمايتها من التعديات أو التخريب.
يتمتع “حراس العقارات” بفرصة العيش في مساحات كبيرة بأسعار أقل بكثير من الإيجارات التقليدية، لكنهم يواجهون ظروف معيشية غير مريحة أحيانًا، مثل نقص المياه الصالحة للشرب أو الأسقف المهترئة.
لماذا يلجأ الناس إلى هذه الحلول؟
مع ارتفاع متوسط إيجار الشقة في لندن إلى 2220 جنيه إسترليني شهريًا (حوالي 2764 دولارًا)، أصبحت حراسة العقارات خيارًا جذابًا للكثيرين.
وفقًا لآرثر ديوك، مؤسس شركة “Live-in Guardians”، فإن الطلبات للانضمام إلى هذا النظام تتزايد بشكل كبير، خاصة بين الأشخاص في أواخر الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، الذين يبحثون عن طرق أكثر فعالية من حيث التكلفة للعيش.
حياة غير تقليدية
لوك ويليامز، البالغ من العمر 45 عامًا، يعيش منذ ست سنوات كحارس عقارات في مبنى مكتبي سابق في شرق لندن.
يقول ويليامز، الذي يعمل مدير مشاريع في شركة تكنولوجيا، إنه على الرغم من أن وظيفته توفر له دخلًا جيدًا، إلا أن تكاليف الإيجار “المجنونة” في لندن تدفعه للاستمرار في هذا النمط المعيشي.
ويضيف: “بالإضافة إلى التوفير المالي، أحب نمط الحياة هذا والأماكن غير التقليدية التي أعيش فيها”.
تحديات وصعوبات
على الرغم من المزايا المالية، فإن حراسة العقارات تأتي مع تحديات كبيرة.
لويس غوس، صحفي سابق كان يعيش كحارس عقارات، يصف تجربته بأنها بدأت كخيار “بوهيمي” لكنها تحولت إلى عرض من أعراض أزمة الإسكان في بريطانيا.
يقول غوس إن الظروف المعيشية في بعض المباني كانت صعبة، بما في ذلك نقص المياه الصالحة للشرب وارتفاع الرسوم الشهرية بشكل متزايد.
مستقبل حراسة العقارات
مع استمرار أزمة الإسكان، يرى الخبراء أن حراسة العقارات يمكن أن تكون جزءًا من الحل لتوفير مساكن بأسعار معقولة.
يقترح غراهام سيفرز، رئيس جمعية مقدمي خدمات حراسة العقارات، أن يتم تنظيم هذه الممارسة بشكل أفضل لضمان سلامة وظروف معيشية مناسبة للحراس.
كما يدعو إلى تحويل المساحات المكتبية الفارغة، التي زادت بعد الجائحة، إلى مساكن مؤقتة.