كتب- محمد النجار:
ماذا حدث؟
في ظل الحرب المستعرة في غزة، تسارعت وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في القدس الشرقية، حيث تواجه عشرات العائلات الفلسطينية تهديدات بالطرد وهدم منازلهم لصالح المستوطنين الإسرائيليين.
خلال الـ15 شهرًا الماضية، استهدفت إسرائيل أحياء مثل بطن الهوى في سلوان، حيث يعيش المئات من الفلسطينيين تحت خطر الإخلاء القسري.
وفقًا لمنظمات حقوقية إسرائيلية، تم طرد 14 عائلة فلسطينية على الأقل من منازلهم في بطن الهوى خلال عام 2024، بينما تم هدم 180 منزلًا فلسطينيًا في القدس الشرقية، وهو رقم قياسي.
تعود جذور هذه الأزمة إلى قوانين إسرائيلية تسمح لليهود باستعادة ممتلكات أسلافهم التي تعود إلى ما قبل عام 1948، بينما يُحرم الفلسطينيون من نفس الحق.
وتستغل منظمات استيطانية مثل “عطيرت كوهانيم” هذه القوانين لطرد الفلسطينيين من منازلهم، مدعية أن الأرض كانت مملوكة لليهود اليمنيين في القرن التاسع عشر.
لماذا هذا مهم؟
هذه التطورات ليست مجرد قضية محلية، بل تعكس استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في القدس الشرقية، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقبلية.
بموجب القانون الدولي، تعتبر القدس الشرقية جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويُحظر بناء المستوطنات أو تهجير السكان الأصليين، ومع ذلك، تواصل إسرائيل تطبيق قوانينها المحلية لفرض سيطرتها على المدينة.
تحت حكومة بنيامين نتنياهو، التي تُعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، أصبحت فكرة السيطرة الكاملة على القدس وطرد سكانها الفلسطينيين جزءًا من الخطاب السياسي السائد.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تستغل حالة الطوارئ المفروضة منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 لتسريع عمليات الهدم والاستيطان، مع تركيز أقل من المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات.
ماذا بعد؟
في ظل استمرار هذه السياسات، يواجه الفلسطينيون في القدس الشرقية مستقبلًا غامضًا، فالآلاف من المنازل مهددة بالهدم بسبب عدم حصولها على تراخيص بناء، والتي يصعب للغاية على الفلسطينيين الحصول عليها.
وفي المقابل، يتم الترويج لآلاف الوحدات السكنية للمستوطنين الإسرائيليين، مما يزيد من الضغط على الأحياء الفلسطينية.
من ناحية أخرى، تواصل المنظمات الحقوقية الإسرائيلية والدولية تسليط الضوء على هذه الانتهاكات، لكن تأثيرها يبقى محدودًا في ظل غياب ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل.
وخلال استمرار الحرب في غزة، اعتبرت إسرائيل هذه الفترة فرصة ذهبية لتعزيز سيطرتها على القدس الشرقية، مما يهدد بزيادة التوتير وتفاقم الصراع في المنطقة.