ماذا حدث؟
كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، اليوم الجمعة، عن أرقام صادمة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يواجهها أطفال قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة لأكثر من 15 شهراً. وأفادت الأونروا بأن الحرب أجبرت نحو 1.9 مليون شخص على النزوح، بينهم 660 ألف طفل خرجوا من مدارسهم بسبب دمار هائل طال البنية التحتية، حيث تعرضت 88% من المنشآت التعليمية لأضرار كبيرة.وأوضحت الوكالة أن هؤلاء النازحين يعيشون في ملاجئ مؤقتة، مثل تلك الموجودة في منطقة المواصي جنوب غربي غزة، وسط ظروف إنسانية كارثية تجعل العودة إلى الحياة الطبيعية حلماً بعيد المنال.
لماذا هذا مهم؟
تعكس الأرقام المعلنة معاناة شديدة يعيشها الأطفال في غزة، الذين لا يواجهون فقط خطر الموت، وإنما يواجهون أيضاً مستقبلاً غامضاً في ظل غياب التعليم وانهيار الخدمات الأساسية.وأكدت الأونروا أن التعليم يمثل شريان الحياة للأطفال في غزة، إلا أن الدمار الهائل الذي طال المنشآت التعليمية يعمّق من التحديات أمام استئناف الدراسة، مما يهدد بضياع جيل كامل من الأطفال، ليس فقط بسبب الحرب وإنما أيضاً بسبب غياب الدعم الدولي الكافي.وذكرت الأونروا أن الحرب أسفرت عن مقتل أكثر من 14,500 طفل، وهو رقم مروع يعكس حجم الانتهاكات ضد الأطفال في القطاع، فضلاً عن معاناة ما لا يقل عن 17 ألف طفل آخر فقدوا أسرهم وأصبحوا أيتاماً.ووصفت “الأونروا” الوضع في غزة بأنه “غير مسبوق”، مشيرة إلى جهودها لدعم 18 ألف طفل نفسياً وتعليمياً عبر 86 مساحة تعليمية مؤقتة رغم شح الموارد. وأكدت أن إعادة الإعمار ستستغرق سنوات في ظل نقص التمويل، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لدعم التعليم وإعادة البناء، محذرة من تفاقم الكوارث الإنسانية مع استمرار معاناة الأطفال وغياب برامج الدعم الكافية.
ما التحديات المقبلة؟
مع استمرار الأزمات الإنسانية في غزة، يواجه القطاع تحديات كبيرة، أبرزها إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة التي تتطلب سنوات من العمل، ونقص التمويل الدولي الذي يعرقل جهود الأونروا لتقديم المساعدات، إضافة إلى الصدمات النفسية التي تعاني منها أجيال كاملة من الأطفال، مما يستدعي برامج دعم عاجلة. فأطفال غزة ليسوا فقط ضحايا الحرب، بل أيضاً ضحايا إهمال دولي يهدد مستقبلهم في ظل استمرار النزوح والدمار وغياب التعليم.