قوة الضوء في المعارك.. كيف غيرت الأسلحة الليزرية شكل الحروب؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

منذ القدم، خيضت الحروب بأسلحة تقليدية، لكن التقدم العلمي أفرز نوعًا جديدًا قد يغيّر شكل الحروب الحديثة: الأسلحة الليزرية، التي تعتمد على تركيز الضوء لتدمير الأهداف، وتُعد من أبرز الابتكارات العسكرية في العصر الحالي.

من مجرد فكرة إلى واقع عسكري

بدأ الاهتمام بالأسلحة الليزرية في خمسينيات القرن الماضي، وبدأ الجيش الأمريكي في استثمار أبحاثها عسكريًا في السبعينيات.

واقتصر استخدامها أولًا على الاستهداف والملاحة، ثم تطور ليشمل أنظمة دفاع جوي تعترض الصواريخ والطائرات بدون طيار، وأصبحت اليوم جزءًا أساسيًا من الحروب الحديثة.

نماذج رائدة للأسلحة الليزرية

من أبرز النماذج الفعالة على الأرض نظام LaWS الأمريكي، الذي اختُبر عام 2014 ونجح في تدمير طائرات بدون طيار وصواريخ قصيرة المدى بدقة وسرعة.

وقدمت شركة لوكهيد مارتن نظام ATHENA، الذي أثبت في 2017 قدرته على تدمير الطائرات بدون طيار بحرق محركاتها باستخدام الليزر.

استخدام أسلحة الليزر في الحروب

شهدت الأسلحة الليزرية تطورًا كبيرًا مؤخرًا، مع تكثيف دول عدة أبحاثها لتطوير هذه التكنولوجيا.

ففي يناير 2024، أعلنت بريطانيا نجاح نظام “دراجون فاير” في إسقاط هدف جوي باستخدام الليزر، بينما كانت الولايات المتحدة قد بدأت سابقًا نشر هذه الأسلحة على مدمراتها وتجربتها برًا وجوًا.

إسرائيل طورت “القبة الحديدية الليزرية” بعد اختراقات دفاعها التقليدي، وأستراليا دعت لتطوير ليزر قادر على تدمير المركبات المدرعة.

الاهتمام بهذه التكنولوجيا بدأ منذ الستينيات، حين أنفق الجيش الأمريكي ملايين الدولارات سنويًا على تطويرها.

وفي الثمانينيات، ازدادت الجهود مع مبادرة “الدفاع الاستراتيجي” رغم فشلها. لكن استخدام الليزر استمر، خاصة في حرب الخليج الأولى، ومع مرور الوقت أثبت فعاليته.

ففي 2014، ركّبت البحرية الأمريكية أول سلاح ليزري على سفينة، وفي 2024 اختبرت نظامًا بقوة 50 كيلووات في الشرق الأوسط.

وطورت القوات الجوية الأمريكية أسلحة ليزرية للطائرات، وذكرت تقارير أن روسيا تطور ليزرًا أرضيًا لتعطيل الأقمار الصناعية.

وتشير هذه التطورات إلى أن الأسلحة الليزرية ستلعب دورًا محوريًا في حروب المستقبل.

لماذا هذا مهم؟

تمثل الأسلحة الليزرية نقلة نوعية في الحروب الحديثة، بفضل دقتها العالية التي تُمكّنها من ضرب الأهداف دون أضرار جانبية، مما يجعلها مثالية للمهام الدقيقة كاعتراض الطائرات والصواريخ.

وتتميز بتكلفتها المنخفضة مقارنة بالأسلحة التقليدية، لاعتمادها على الطاقة الكهربائية.

وتُظهر فعالية كبيرة في الدفاعات الجوية بفضل سرعتها ودقتها، إضافة إلى قدرتها على العمل في ظروف بيئية متنوعة، ما يعزز مرونتها وكفاءتها في مختلف التضاريس وعلى مدار العام.

ماذا بعد؟

يحمل المستقبل الكثير لتكنولوجيا الأسلحة الليزرية، مع توقعات بتوسع استخدامها في الدفاع الجوي، مواجهة الأقمار الصناعية، والمهام الهجومية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *