ماذا حدث؟
في أعماق البحر، تمثل غواصات “دولفين” أحد أبرز الأذرع الاستراتيجية للبحرية الإسرائيلية، بقدرات هجومية ودفاعية متقدمة تضمن لها التفوق العسكري. كما تُعد رمزًا للتعاون العسكري مع ألمانيا وأداة رئيسية لحماية مصالح إسرائيل في منطقة متوترة.
تاريخ التطوير والشراكة الألمانية-الإسرائيلية
بدأ تطوير غواصات “دولفين” في أواخر الثمانينيات بشراكة بين إسرائيل وألمانيا لتعزيز القدرات الدفاعية، وتم تصنيعها في كيل بعد حرب الخليج الأولى، استجابةً للتهديدات الإقليمية. موّلت ألمانيا جزءًا كبيرًا منها كتعويضات ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومنذ التسعينيات حصلت إسرائيل على نسخ مطورة بتحديثات مستمرة.
قدرات الغواصات
تتميز غواصات “دولفين” بتقنيات متقدمة تُمكنها من التخفي عن الرادارات والسونار، ويُعتقد أنها قادرة على إطلاق صواريخ نووية، ما يمنح إسرائيل قدرة على تنفيذ ضربات استراتيجية.
كما تضم تسليحًا متنوعًا من طوربيدات وصواريخ بحرية وبرية، وتستطيع العمل لفترات طويلة تحت الماء بفضل نظام الدفع المستقل عن الهواء.
لماذا هذا مهم؟
تُعد غواصات “دولفين” ركيزة في الحفاظ على “التفوق النوعي” الإسرائيلي، وتشكل عنصر ردع إقليمي، خاصة بتوفيرها قدرة “الضربة الثانية” حال التعرض لهجوم نووي. كما تُستخدم في مهام استخباراتية وتأمين الحدود البحرية.
استخدامات إسرائلية
استخدمت إسرائيل غواصات “دولفين” في عمليات متعددة، منها ما بقي سريًا ومنها ما كُشف في تقارير إعلامية واستخباراتية، أبرزها مهام استخباراتية بمراقبة أنشطة سوريا ولبنان ورصد شحنات أسلحة لحزب الله.
وفي 2013، أُشير لتورطها في قصف أهداف سورية بميناء اللاذقية، دون تأكيد رسمي. كما يُعتقد أنها تساهم في حماية منشآت الغاز ومواجهة التهديدات البحرية بالمتوسط.
“دولفين” وغواصات أخرى عالمية
بمقارنتها بغواصات “فيرجينيا” الأمريكية و”كيلو” الروسية، تُظهر “دولفين” مزيجًا من التقنيات الغربية والتصميم المرن للتخفي والعمليات الساحلية.
ورغم تفوق “فيرجينيا” في الحجم والتسليح، فإن “دولفين” مصممة خصيصًا لاحتياجات إسرائيل الإقليمية. أما أمام “كيلو”، فتتفوق “دولفين” في تقنية الدفع المستقل عن الهواء، بينما تتفوق “كيلو” في الحجم والقدرة على العمل بالمحيطات.
ماذا بعد؟
رغم تفوقها التكنولوجي، تواجه غواصات “دولفين” تحديات في مواكبة التطور السريع للتقنيات البحرية، وسط تساؤلات عن قدرتها على مواجهة تقنيات الكشف الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار، كما أن صغر حجمها قد يحد من فاعليتها في العمليات طويلة الأمد بالمحيطات.