كتب- محمد النجار:
ماذا حدث؟
في 20 يناير 2025، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما أحدث تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية الأمريكية.
جاءت عودة ترامب بعد فترة غياب، ليبدأ في تنفيذ استراتيجيات جديدة قد تغير مجرى العلاقات الدولية بشكل كبير.
بينما كان الرئيس السابق جو بايدن وفريقه قد تفاوضوا على اتفاقية سلام هشة في غزة، يتضح أن تهديدات ترامب العلنية في 7 يناير 2025، والتي قال فيها إن “الجحيم سيشتعل” إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قريبًا، كانت بمثابة ضغط على الحكومة الإسرائيلية لسرعة التوصل إلى اتفاق.
ترامب لا يتوقف عند حدود التهديدات، فهو يناقش علنًا شراء غرينلاند وضم كندا، ما يثير تساؤلات حول السياسة الخارجية الأمريكية تجاه حلفائها التقليديين.
لماذا هذا مهم؟
إن عودة ترامب إلى السلطة تحمل معها تغييرات جذرية في الطريقة التي يتعامل بها البيت الأبيض مع القوى العالمية.
في أول 100 يوم من ولايته، يُتوقع أن يركز على تعزيز الهيمنة الأمريكية في الأمريكتين، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات مشددة ضد الصين وروسيا. فالهجمات العلنية على بكين، والتصريحات حول قناة بنما، تبرز كيف يخطط ترامب للتأكيد على الهيمنة الأمريكية في المناطق الاستراتيجية.
أظهرت الأحداث الأخيرة في أمريكا اللاتينية، مثل زيادة الاستثمارات الصينية في المكسيك وبيرو، أن الولايات المتحدة قد تواجه تحديات كبيرة في تأكيد نفوذها.
من ناحية أخرى، أظهرت سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط تغييرات كبيرة أيضًا. فقد تم التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، مما يمهد الطريق لتحسين العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
ترامب يهدف إلى تحجيم دور إيران من خلال تشكيل تحالفات جديدة في المنطقة، مع تركيز أكبر على الضغط على طهران لتحقيق أهدافه السياسية.
ماذا بعد؟
ما يتبقى من هذا التحول هو مستقبل العلاقات الأمريكية مع الصين، فترامب، الذي أظهر ميولًا هجومية ضد الصين في فترته الأولى، يبدو الآن مستعدًا لاستئناف المفاوضات معها، على الرغم من التهديدات المستمرة.
علاوة على ذلك، تحركاته في كندا وغرينلاند قد تؤدي إلى تصعيد العلاقات مع حلفاء أمريكا التقليديين، بينما يسعى إلى إعادة تشكيل السياسة الأمريكية بما يتناسب مع رؤيته الخاصة.
ترامب يرى نفسه كمُغير للعبة، ولديه قاعدة جماهيرية واسعة تنتظر منه أن يفي بوعوده، ولا شك أن الاستقرار العالمي سيتعرض للاختبار في ظل هذه التوجهات، وستظل الأسابيع والشهور القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت استراتيجياته ستؤدي إلى تشكيل نظام عالمي جديد، أم أن هذا النظام سيواجه تحديات كبيرة تهدد استقرار العالم.