كتب- محمد النجار:
ماذا حدث؟
في قرار تاريخي، أيدت المحكمة العليا الأمريكية قانونًا يفرض على شركة “بايت دانس” الصينية التخلي عن ملكية تطبيق “تيك توك”، وإلا سيتم حظر التطبيق بشكل فعلي في الولايات المتحدة.
جاء هذا القرار بالإجماع، حيث أيدت المحكمة قانون “حماية الأمريكيين من التطبيقات التي يسيطر عليها أعداء أجانب”، الذي وقعه الرئيس جو بايدن في أبريل الماضي.
القانون يهدف إلى معالجة مخاوف أمنية قومية تتعلق بممارسات جمع البيانات في تيك توك وعلاقتها بالحكومة الصينية.
ومع رفض “بايت دانس” بيع التطبيق حتى الآن، قد يفقد ملايين المستخدمين الأمريكيين الوصول إلى التطبيق.، ولكن قد يستمر التطبيق في العمل بالنسبة لأولئك الذين قاموا بتنزيله مسبقًا، على الرغم من التهديد بإغلاقه تمامًا.
لماذا هذا مهم؟
تيك توك ليس مجرد تطبيق لتشارك الفيديوهات؛ فهو منصة يعتمد عليها أكثر من 170 مليون أمريكي للتعبير عن أنفسهم، والتفاعل مع الآخرين، وحتى كسب العيش.
وفقًا للمحكمة العليا، فإن حجم البيانات التي يجمعها التطبيق وعلاقته بالحكومة الصينية يشكلان تهديدًا أمنيًا قوميًا.
ومع ذلك، فإن حظر التطبيق يثير تساؤلات حول حرية التعبير وحقوق المستخدمين، خاصة في ظل اعتماد ملايين الشركات الصغيرة على التطبيق للوصول إلى العملاء.
القرار أيضًا يضع الرئيس المنتخب دونالد ترامب في موقف محوري، فبينما كان ترامب يدعم حظر التطبيق خلال فترته الرئاسية الأولى، تغير موقفه مؤخرًا بعد لقائه مع الملياردير الجمهوري جيف ياس، الذي يمتلك حصة في “بايت دانس”.
ترامب أعلن أنه سيقرر مصير التطبيق قريبًا، مما يترك الباب مفتوحًا أمام حل سياسي قد ينقذ التطبيق من الحظر.
ماذا بعد؟
مع دخول القانون حيز التنفيذ، يبقى مصير تيك توك في أمريكا معلقًا بين احتمالين: إما أن تبيع “بايت دانس” التطبيق لجهة أمريكية، أو يتم حظره بشكل كامل.
في حال عدم البيع، ستواجه شركات مثل أبل وجوجل عقوبات إذا استمرت في دعم التطبيق، مما قد يجعل التحديثات اللازمة لتشغيل التطبيق غير متاحة للمستخدمين.
من جهة أخرى، بدأ مستخدمو تيك توك بالفعل في البحث عن بدائل، حيث تصدر تطبيق “ريد نوت”، الذي يشبه تيك توك، قائمة متجر أبل للتطبيقات، كما بدأت منصات مثل إنستغرام ويوتيوب في الاستعداد لاستقبال موجة من المستخدمين الجدد في حال تنفيذ الحظر.
في النهاية، فإن مصير تيك توك في أمريكا يعتمد على قرارات سياسية وقانونية معقدة، وبينما يرى البعض أن الحظر ضرورة أمنية، يرى آخرون أنه انتهاك لحرية التعبير.
مع تولي ترامب الرئاسة، قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ التطبيق، خصوصًا أنه أعلن تفكيره في منح التطبيق 90 يومًا كمهلة، لكن السؤال يبقى: هل سيتمكن ترامب من تحقيق توازن بين الأمن القومي وحقوق المستخدمين؟