باستخدام لعبة لوحية.. كيف تجهز تايوان شعبها للغزو الصيني؟

كتب- محمد النجار:

في خطوة إبداعية وغير تقليدية، أطلقت شركة الألعاب التايوانية “Mizo Games” لعبة لوحية جديدة تحمل عنوان “2045”، تدعو اللاعبين إلى استكشاف سيناريو افتراضي لغزو صيني لتايوان بعد 20 عامًا من الآن.

تأتي هذه اللعبة وسط تصاعد التهديدات العسكرية من بكين، وتعكس الأجواء المتوترة التي تحيط بالجزيرة الديمقراطية.

لعبة تحاكي الواقع

اللعبة، المقرر إصدارها في يناير 2025، تأخذ اللاعبين في تجربة مشوقة عبر استخدام بطاقات مليئة بالإجراءات والشخصيات المتنوعة.

يبدأ السيناريو قبل عشرة أيام تسبق الغزو المفترض، حيث يتقمص اللاعبون أدوارًا تشمل أفرادًا من القوات المسلحة التايوانية، ووكلاء صينيين يعملون سرًا، وسياسيين مؤيدين للصين يسعون لزعزعة الدفاعات، بالإضافة إلى مدنيين يقررون حمل السلاح للدفاع عن وطنهم.

تهدف “2045” إلى إثارة التفكير الاستراتيجي لدى اللاعبين، ودفعهم للتساؤل حول ما يمكن أن يفعلوه للفوز وحماية الجزيرة.

يقول تشانغ شاو ليان، مؤسس “Mizo Games”: “نريد أن يشعر اللاعبون بالحافز للفوز وأن يفكروا في الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق ذلك”.

لعبة تحمل رسالة

تأتي لعبة “2045” في ظل تكثيف الحكومة التايوانية لجهودها للاستعداد لمختلف السيناريوهات، بما في ذلك احتمالية نشوب نزاع مع الصين.

في نهاية ديسمبر الماضي، نظمت الرئاسة التايوانية أول تمرين “طاولة مستديرة” يشمل وكالات حكومية مختلفة، لمحاكاة تصعيد عسكري مع الصين واختبار جاهزية المؤسسات والمجتمع المدني.

اللعبة ليست مجرد وسيلة للتسلية، بل أداة لرفع الوعي حول تداعيات الحرب.

أحد اللاعبين الذين جربوا اللعبة، كالين لاي، البالغ من العمر 23 عامًا، صرح: “لست على دراية كبيرة بالشؤون العسكرية، ولكن من خلال هذه اللعبة، تعلمت عن المواقع التي قد يشن الجيش الصيني هجومًا منها”.

رحلة تمويل ناجحة

بدأت شركة “Mizo Games” حملة تمويل جماعي للعبة في أغسطس الماضي، واستطاعت جمع أكثر من 4 ملايين دولار تايواني (121,966 دولار أمريكي) خلال شهرين ونصف فقط.

من المقرر أن تُطرح اللعبة للبيع في الولايات المتحدة وأوروبا لاحقًا هذا العام، مما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بالقضية التايوانية.

تجارب سابقة

ليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها “Mizo Games” ألعابًا مستوحاة من النزاعات التي شهدتها تايوان.

فقد أطلقت الشركة سابقًا لعبتين: الأولى تتناول تجربة البقاء أثناء غارة جوية في تايبيه، والثانية تستعرض قصف كاوشيونغ خلال الاحتلال الياباني بين عامي 1895 و1945.

خلفية النزاع التايواني-الصيني

منذ عقود، تعد تايوان نقطة توتر رئيسية في العلاقات بين الصين والغرب، حيث تدّعي بكين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولم تتخلَ يومًا عن خيار استخدام القوة لفرض سيادتها على الجزيرة.

في المقابل، ترفض حكومة تايوان هذه الادعاءات بشدة، مؤكدة أن مستقبل الجزيرة يقرره شعبها فقط.

شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الأنشطة العسكرية الصينية حول تايوان، بما في ذلك تدريبات بحرية وجوية واسعة النطاق، وبنهاية 2024 ، كثّفت الصين وجودها البحري بالقرب من الجزيرة، مما أثار مخاوف من احتمالية حدوث تصعيد عسكري.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *