بعد تفشيه بعدة دول.. ماذا نعرف عن نوروفيروس؟

#image_title

كتب- محمد النجار:

في الوقت الذي يعاني فيه العالم من عدة تحديات صحية، ظهر فيروس نورو ليضع مزيدًا من الضغوط على أنظمة الصحة العامة في العديد من البلدان.

وعلى الرغم من أنه يعتبر من الأمراض الموسمية، إلا أن حالات الإصابة بهذا الفيروس شهدت مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في العديد من الأماكن، حيث أظهرت التقارير الأخيرة زيادة في عدد التفشيات التي تم رصدها مقارنة بالسنوات السابقة.

فما هو هذا الفيروس؟ ولماذا أصبح يمثل تهديدًا صحيًا كبيرًا في الوقت الراهن؟ وما الذي يمكننا فعله للوقاية منه؟

ما الذي حدث؟

فيروس نوروفيروس، والذي يُطلق عليه أحيانًا “مرض التقيؤ الشتوي” أو “مرض السلتين”، هو فيروس معدٍ للغاية يتسبب في إصابة الأفراد بالقيء والإسهال الشديد.

ووفقًا للتقارير الأخيرة، أظهرت بيانات مياه الصرف الصحي وتقارير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة، مع تجاوز المعدلات المعتادة لهذا الوقت من العام.

في الأسبوع الذي بدأ في الخامس من ديسمبر 2024، تم الإبلاغ عن 91 حالة تفشي، وهو رقم يفوق ضعف أعلى عدد من التفشيات التي تم الإبلاغ عنها في نفس الفترة خلال السنوات الماضية.

ولاحظت السلطات الصحية أن الفيروس ينتقل بسرعة عبر الأسطح الملوثة أو عن طريق الهواء في قطرات صغيرة من القيء، ما يجعله يصيب الأفراد في أي مكان تقريبًا.

لماذا هذا مهم؟

تكمن أهمية ارتفاع حالات الإصابة بنوروفيروس في تأثيره الكبير على الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات، فيعتبر هذا الفيروس من أكثر الفيروسات قدرة على الانتشار، حيث يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر بسهولة شديدة.

يمثل ذلك تهديدًا خاصًا للبيئات التي تشهد تجمعات كبيرة مثل السفن السياحية ودور رعاية المسنين والمستشفيات، حيث يشكل الفيروس خطرًا أكبر على الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، مثل الأطفال وكبار السن.

كما أن ارتفاع أعداد الإصابات قد يؤدي إلى زيادة الضغط على الأنظمة الصحية، خاصة في ظل تزايد الإصابات بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي في نفس الوقت.

وعلاوة على ذلك، فإن قدرة الفيروس على البقاء على الأسطح لفترات طويلة، قد يجعل من الصعب للغاية السيطرة على انتشاره، مما يزيد من التحديات التي يواجهها النظام الصحي العالمي في الحد من تفشي هذا المرض.

ماذا نعرف عن فيروس نوروفيروس؟

يُعد نوروفيروس واحدًا من الفيروسات التي تهاجم الجهاز الهضمي وتتسبب في إصابة الأفراد بالقيء والإسهال المصحوبين بالحمى وآلام الجسم.

تستغرق فترة حضانة الفيروس من 12 إلى 48 ساعة بعد التعرض له، ويمكن أن تستمر الأعراض ما بين يوم إلى ثلاثة أيام.

وعلى الرغم من أن معظم المصابين يتعافون تمامًا، إلا أن الأعراض قد تكون شديدة، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن.

تتراوح أعراض نوروفيروس بين القيء والإسهال الشديدين، بالإضافة إلى الصداع والحمى وآلام الجسم، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالفيروس من فقدان السوائل بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى الجفاف، وهو ما يُعد من أكثر المخاطر التي يجب مراقبتها.

كيفية التعامل معه؟

يحتاج المرضى، خاصة الأطفال وكبار السن، إلى تعويض السوائل المفقودة عن طريق تناول محاليل الترطيب الفموية مثل “بيدياليت”، التي تساعد في تعويض السوائل والأملاح المعدنية المفقودة بسبب القيء والإسهال.

تتمثل مشكلة رئيسية في نوروفيروس في غياب دواء محدد للقضاء عليه، حيث تقتصر العلاجات على إدارة الأعراض فقط، مثل تعويض السوائل.

ومع ذلك، يمكن الوقاية من الإصابة إلى حد كبير عن طريق اتباع بعض الاحتياطات البسيطة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *