خمسة أسئلة الإجابة عنها ستحدد مصير الاقتصاد العالمي في عام 2025

Vintage watch and stack of coins with arrow rising up. The concept of saving money for manage time to success business in year 2025.

كتب- محمد النجار:

مع بداية 2025، يشهد العالم مرحلة جديدة مليئة بالتغيرات الجيوسياسية والابتكارات التكنولوجية، وفي خضم تطور مذهل خلال ربع القرن الماضي، والذي شهد انحسارًا كبيرًا في الفقر وزيادة ملحوظة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يظل هناك تساؤل رئيسي حول وضع الاقتصاد العالمي وهل هناك آمالا لمستقبل اقتصادي مزدهر أم أن التحديات ستدفعه خارج مساره؟ للإجابة عن هذا التساؤل، هناك خمسة أسئلة رئيسية ستحدد ملامح الاقتصاد العالمي في العام المقبل.

1- هل سيحاول ترامب إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي؟

من بين التحديات الرئيسية التي قد تواجه الاقتصاد الأمريكي في 2025، يأتي دور الاحتياطي الفيدرالي، فعلى الرغم من أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب أعلن أنه لن يسعى لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قبل انتهاء ولايته في 2026، إلا أن مجرد طرح الفكرة يمكن أن يزعزع الثقة في استقلالية البنك المركزي.

مثل هذا التحرك سيُقابل بردود فعل قوية من الأسواق المالية، مما يجعل أي محاولة لإعادة تشكيل قيادة الاحتياطي الفيدرالي تحديًا دقيقًا له تداعيات كبرى على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.

2- ما تأثير التعريفات الجمركية الجديدة على الصين؟

سيشهد عام 2025 موجة جديدة من التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على الصين.

بينما أظهرت البيانات السابقة كيف أدت تعريفات ترامب الأولى إلى تعزيز التجارة مع دول مثل المكسيك وكندا، يبدو أن الجولة الجديدة ستوجه ضربة أقوى للصادرات الصينية.

وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى تنويع مصادر وارداتها عبر استراتيجية “الصداقة التجارية”، تستعد دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وألمانيا والبرازيل للاستفادة من هذا التوجه، مما سيعيد تشكيل المشهد التجاري العالمي.

3- هل ستعود مبادرة الحزام والطريق الصينية للنشاط؟

تشير البيانات إلى عودة الزخم لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين، حيث ارتفعت القروض المقدمة للدول الأفريقية في 2023 لأول مرة منذ سنوات.

هذه المرة، تركز الصين على مشاريع أصغر حجمًا وبتمويل أقل لتجنب مخاطر التخلف عن السداد، والسؤال المطروح الآن هو: هل ستواجه الولايات المتحدة هذه المبادرة بمشاريع استثمارية بديلة، سواء عبر إنفاق ثنائي مباشر أو عبر تنظيم مبادرة جماعية من مجموعة السبع؟

4- هل ستحصل دول الجنوب العالمي على قوة تصويتية أكبر في صندوق النقد الدولي؟

في 2025، سيخضع توزيع الأصوات داخل صندوق النقد الدولي لاختبار حقيقي، حيث تطالب دول الجنوب العالمي، بقيادة الهند والصين، بزيادة نصيبها من التصويت بما يتماشى مع حصتها في الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

لكن هذه الخطوة قد تواجه مقاومة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين قد يخسرون بعض نفوذهم في المجلس التنفيذي للصندوق، فهل ستنجح المفاوضات في تحقيق توازن جديد أم أنها ستؤدي إلى صدام بين القوى الاقتصادية الكبرى؟.

5- ما مستقبل العملات الرقمية المستقرة المدعومة بالدولار؟

مع انتشار العملات الرقمية المستقرة، التي تجاوزت قيمتها السوقية 170 مليار دولار في 2025، تظهر تحديات جديدة أمام النظام المالي العالمي.

يُستخدم حوالي 80% من هذه العملات خارج الولايات المتحدة، خاصة في أوروبا وجنوب شرق آسيا، مما يعكس زيادة اعتماد الدول على هذه العملات في تحويل الأموال والحصول على الدولارات.

ومع دخول إدارة ترامب الجديدة، ستُطرح تساؤلات حول خطط واشنطن لتنظيم هذه السوق وضمان استقرار النظام المالي العالمي.

العالم على مفترق طرق

ستحدد الإجابة على هذه الأسئلة الخمسة ما إذا كان العالم سيشهد مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي والابتكار أو سيواجه مزيدًا من الانقسامات والتحديات.

وبينما تتصارع القوى الكبرى على قيادة الاقتصاد العالمي، يبقى اليقين الوحيد أن عام 2025 سيكون عامًا مفصليًا يحمل في طياته فرصًا عظيمة ومخاطر جسيمة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *