الانتخابات اللبنانية.. كيف سيتحدد مصير بيروت في ظل المنطقة الملتهبة؟

كتب- محمد النجار:

ماذا حدث؟

مع اقتراب موعد جلسة انتخابية حاسمة في 9 يناير 2025، يواجه لبنان سباقًا ضد الزمن لاختيار رئيس جديد للبلاد، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل.

لبنان، الذي يعيش دون رئيس منذ أكتوبر 2022، يواجه ضغوطًا دولية، خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا، لتجنب فراغ سياسي قد يفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد.

وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، يجب أن يتم انتخاب الرئيس خلال الـ 60 يومًا الأولى من الهدنة، والتي تنتهي في 26 يناير.

لماذا هذا مهم؟

انتخاب رئيس جديد للبنان ليس مجرد خطوة سياسية روتينية، بل هو أمر حيوي لاستقرار البلاد التي تعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها الحديث.

لبنان، الذي مزقته الحرب الأخيرة مع إسرائيل، يعاني من نقص حاد في الكهرباء والمياه النظيفة والأدوية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظل انهيار اقتصادي وسياسي.

من ناحية أخرى، يُعتبر انتخاب الرئيس خطوة أساسية لتحقيق استقرار سياسي ودبلوماسي في المنطقة. فلبنان، بتركيبته الطائفية المعقدة، يحتاج إلى رئيس قوي يمكنه إدارة التوازنات الداخلية والخارجية.

كما أن وجود رئيس شرعي سيسهل عملية إعادة الإعمار وتعزيز العلاقات الدولية، خاصة مع الدول الغربية التي تُعد داعمًا رئيسيًا للبنان.

ماذا بعد؟

في ظل الانقسامات العميقة داخل البرلمان اللبناني، حيث لا تتمتع أي كتلة بأغلبية واضحة، يبقى التوصل إلى اتفاق حول مرشح واحد تحديًا كبيرًا.

من بين المرشحين المحتملين للرئاسة، يُذكر اسم قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، بالإضافة إلى سمير جعجع، زعيم القوات اللبنانية، التي تُعد أكبر فصيل في المعارضة.

حزب الله، الذي يتمتع بنفوذ قوي في البرلمان، يدعم مرشحه سليمان فرنجية، حليف النظام السوري، ومع ذلك، فإن تصريحات حديثة لزعيم الحزب، نعيم قاسم، أشارت إلى احتمال تبني نهج أكثر تعاونًا لدعم انتخاب رئيس.

من جهة أخرى، تُبذل جهود دبلوماسية مكثفة من قبل فرنسا والولايات المتحدة والسعودية لدفع العملية الانتخابية، فقد زار وزير الخارجية الفرنسي ووزير الدفاع بيروت مؤخرًا، ومن المتوقع أن يزور المبعوث الأمريكي عاموس هوكستاين ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لبنان قريبًا لدعم الجهود الدبلوماسية.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *