في عالم يتسارع فيه التطور العلمي والتكنولوجي بشكل غير مسبوق، يطل عام 2025 حاملاً معه وعوداً كبيرة في مجالات متنوعة، من الذكاء الاصطناعي إلى استكشاف الفضاء، مروراً بتقنيات غرسات الدماغ والكمبيوتر الكمومي.
هذه التطورات ليست مجرد أحلام علمية، بل هي حقائق بدأت تأخذ شكلها على أرض الواقع، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم الكون وتحسين حياة البشر.
الذكاء الاصطناعي.. من الأدوات إلى العوامل المستقلة
يستمر الذكاء الاصطناعي في فرض نفسه كأحد أهم المحركات التكنولوجية في العقد الحالي، ومع تسارع وتيرة تسويق أدوات الذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء أن يشهد عام 2025 طفرة كبيرة في ما يُعرف بـ”الذكاء الاصطناعي العامل” (Agentic AI)، حيث تصبح الأنظمة قادرة على العمل بشكل مستقل عبر الأجهزة المختلفة.
هذه الأدوات لن تقتصر فقط على المهام الحاسوبية، بل ستشمل أيضاً تطوير روبوتات قادرة على تنفيذ مهام عملية، مثل روبوت “أوبتيموس” من تسلا، ومع ذلك، يبدو أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن تصبح هذه الروبوتات جزءاً من حياتنا اليومية.
استكشاف الفضاء.. المريخ والمادة المظلمة
في مجال استكشاف الفضاء، تأجلت بعض المهام المخطط لها في عام 2025، مثل مهمة “أرتميس II” التابعة لناسا، والتي تهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى مدار القمر، بالإضافة إلى مهمة “غاغانيان” الهندية التي تهدف إلى إرسال أول طاقم هندي إلى الفضاء.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تنشر وكالة الفضاء الأوروبية أول مجموعة بيانات من تلسكوب “يوكليد” في مارس 2025، مما قد يساعد في الإجابة على بعض الأسئلة الكبيرة حول أصول ووجود الطاقة المظلمة والمادة المظلمة.
وعلى سطح المريخ، سيبدأ المسبار “بيرسيفيرانس” رحلة طويلة نحو منطقة جديدة تُسمى “ويتش هازل هيل”، حيث يأمل العلماء في العثور على صخور قد تحمل علامات على وجود حياة سابقة.
غرسات الدماغ بين الأمل والتحديات
شهد عام 2023 تقدماً ملحوظاً في مجال واجهات الدماغ والحاسوب (Brain-Machine Interfaces)، حيث سمحت غرسة دماغية لرجل مشلول بالمشي في معهد بحثي في سويسرا.
وفي هذا السياق، حصلت شركة “نيورالينك” التابعة لإيلون ماسك على موافقة لإجراء تجربة سريرية في كندا لاختبار غرسة دماغية تسمح للأشخاص المشلولين بالتحكم في الأجهزة باستخدام أفكارهم.
لكن هذه التطورات تثير أيضاً أسئلة أخلاقية وقانونية حول حقوق الأعصاب (Neurorights) وخصوصية البيانات العقلية.
الكمبيوتر الكمومي.. خطوة أقرب إلى الواقع
في أواخر عام 2024، أعلنت “جوجل” عن تطوير معالج كمومي جديد يُسمى “ويلو”، يقلل من معدل الأخطاء التي تعاني منها أجهزة الكمبيوتر الكمومية.
وعلى الرغم من أن الكمبيوترات الكمومية العملية لا تزال بعيدة المنال، إلا أن الاستثمارات الضخمة في هذا المجال تشير إلى أن عام 2025، الذي أعلنته الأمم المتحدة عاماً دولياً للعلوم والتكنولوجيا الكمومية، قد يشهد تطورات كبيرة.