كتب- محمد النجار:
ماذا حدث؟
مع اقتراب تنصيب دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية، تتزايد المخاوف في كندا من سياساته التي تهدد سيادة البلاد.
ترامب، الذي أعاد نشر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يدعم فكرة ضم كندا كـ “الولاية الأمريكية الحادية والخمسين”، يواصل استفزاز الجارة الشمالية للولايات المتحدة.
هذه التصريحات تأتي في وقت تعاني فيه الحكومة الكندية الليبرالية من حالة من الفوضى بعد استقالة وزيرة المالية ونائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند، التي أشارت في خطاب استقالتها إلى أن كندا غير مستعدة لمواجهة التهديدات التي يمثلها ترامب.
لماذا هذا مهم؟
تهديدات ترامب لكندا ليست مجرد استفزازات لفظية، بل تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية خطيرة، فقد اقترح ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة، وهو إجراء سيكون مكلفًا للغاية لكلا البلدين نظرًا للترابط الاقتصادي الوثيق بينهما.
ومع ذلك، فإن التأثير سيكون أكبر على كندا بسبب الفارق الكبير في الحجم الاقتصادي بين البلدين.
من الناحية السياسية، يمثل ترامب تهديدًا للديمقراطية الكندية وسيادتها، فهو لا يعترف بالحدود الدبلوماسية والسياسية التقليدية، ويعامل كندا وكأنها مجرد ولاية أمريكية.
هذا النهج يضعف مكانة كندا كدولة مستقلة ويهدد هويتها الوطنية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن استعداد ترامب لاستخدام المؤسسات العامة لمعاقبة خصومه يزيد من مخاوف كندا من تدخلاته في شؤونها الداخلية.
ماذا بعد؟
في مواجهة هذه التهديدات، يتعين على كندا أن تتبنى استراتيجية أكثر حزمًا للدفاع عن سيادتها وقيمها الديمقراطية، فقد فشلت الحكومة الكندية حتى الآن في الرد بشكل مناسب على استفزازات ترامب، حيث بدت وكأنها تتعامل معه كـ “متنمر” بدلاً من مواجهته بجدية.
على سبيل المثال، قام رئيس الوزراء جاستن ترودو بزيارة مفاجئة لفلوريدا لمقابلة ترامب بعد فوزه بالانتخابات، مما جعله يبدو وكأنه يتوسل بدلاً من أن يكون زعيمًا لدولة مستقلة.
وكذلك من المهم أن تدرك كندا أن الاعتماد الاقتصادي على الولايات المتحدة يعمل في كلا الاتجاهين، فكندا تُعد مصدرًا رئيسيًا للطاقة للولايات المتحدة، حيث تستهلك الأخيرة ملايين البراميل من النفط الكندي يوميًا.
أي إجراءات كندية لوقف صادرات الطاقة ستكون ذات تأثير فوري وسلبي على الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لكندا أن تعمل مع حلفائها الدوليين لمواجهة سياسات ترامب التي تهدد سيادة الدول الأخرى.
ويرى موقع “ذا كونفرسيشن” أنه بينما يستعد ترامب لتولي منصبه مرة أخرى، فيجب على كندا أن تكون مستعدة للدفاع عن سيادتها وقيمها، وهذا قد يتطلب مواجهة تجارية أو دبلوماسية مع الولايات المتحدة، من أجل ضمان استمرار كندا كدولة مستقلة ومحترمة على الساحة الدولية.