المزارعون الفرنسيون يزحفون إلى باريس.. لماذا اشتعل التمرد؟

كتب- محمد النجار:

ماذا حدث؟

في مشهد يعكس حالة من الغضب العارم، انطلق مزارعون فرنسيون في قوافل نحو العاصمة باريس، في محاولة لقطع الطرق حول المدينة احتجاجًا على ما وصفوه بـ “المنافسة غير العادلة” من المنتجات الزراعية المستوردة، بالإضافة إلى “التنظيمات المفرطة” التي تثقل كاهلهم.

هذه الاحتجاجات تأتي بعد إعلان الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور في أمريكا الجنوبية عن اتفاقية تجارية مبدئية، مما أثار مخاوف المزارعين من تدفق منتجات رخيصة لا تتوافق مع المعايير الأوروبية.

لماذا هذا مهم؟

فرنسا، التي تُعد أكبر منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي، شهدت موجة احتجاجات واسعة في بداية عام 2024، لكنها خفتت مع مرور الوقت، ومع ذلك، فإن الاتفاقية التجارية مع ميركوسور أعادت إشعال الغضب، حيث يرى المزارعون أن هذه الصفقة ستؤدي إلى إغراق الأسواق الأوروبية بمنتجات رخيصة، خاصة اللحوم، مما يهدد مصالحهم الاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، يشكو المزارعون من القيود التنظيمية التي تقلل من أرباحهم وتزيد من أعبائهم المالية.

من ناحية أخرى، يدعم بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا، الاتفاقية كوسيلة لتقليل الاعتماد على التجارة مع الصين، وحماية الاقتصاد الأوروبي من الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لكن يرى المزارعون الفرنسيون أن الاتفاقية ستضر بقطاعهم الزراعي.

ماذا بعد؟

في ظل هذه التطورات، من المقرر أن يلتقي ممثلو النقابات الزراعية مع رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو في 13 يناير لتقديم مطالبهم.

ختامًا، بينما تسعى فرنسا إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع دول ميركوسور، فإنها تواجه تحديًا داخليًا كبيرًا يتمثل في حماية مصالح مزارعيها.

هذه الاحتجاجات ليست مجرد تعبير عن غضب مزارعين، بل هي أيضًا صرخة استغاثة لإنقاذ قطاع زراعي يعاني من ضغوط اقتصادية وتنظيمية متزايدة، وسيكون مستقبل العلاقة بين الحكومة الفرنسية ومزارعيها مرهونًا بتحديد مسار هذه الأزمة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *