بعد حادث أورليانز.. كيف تطور الإرهاب في 2025؟

كتب- محمد النجار:

ماذا حدث؟

في الساعات الأولى من صباح يوم رأس السنة الميلادية 2025، هزت مدينة نيو أورليانز الأمريكية هجوم إرهابي مروع، حيث صدم سائق شاحنة صغيرة حشودًا من المارة في شارع بوربون، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 30 آخرين.

أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن الجاني، شمس الدين جبار، كان يعمل بمفرده واستلهم أفكاره من تنظيم داعش.

لماذا هذا مهم؟

هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، ولكنه يسلط الضوء على تحولات خطيرة في طبيعة الإرهاب العالمي مع بداية عام 2025.

كما يظهر الهجوم تطورًا مقلقًا في تكتيكات التنظيمات الإرهابية، خاصة مع تحول داعش من “الخلافة المادية” إلى “الخلافة الرقمية”، فبعد هزيمتها عسكريًا في الشرق الأوسط عام 2019، اعتمد التنظيم على التكنولوجيا لنشر أفكاره وتجنيد الأفراد عبر الإنترنت.

الهجوم في نيو أورليانز يُعتبر نموذجًا لتهديد “الجهاديين المنفردين” الذين يتم تجنيدهم وتوجيههم رقميًا دون الحاجة إلى خلايا إرهابية تقليدية.

وفقًا لخبراء مكافحة الإرهاب، فإن الهجمات التي ينفذها أفراد منفردون تُعد أكثر خطورة من الخلايا الإرهابية، لأنها أصعب في الكشف والمراقبة.

الجناة، مثل جبار، غالبًا ما يتم تجنيدهم عبر منصات غير خاضعة للرقابة، حيث يتعرضون لمحتوى متطرف يدفعهم للعنف، ويشكل هذا النمط من الهجمات تحديًا كبيرًا لاستراتيجيات مكافحة الإرهاب التقليدية التي تعتمد على اختراق الخلايا واعتراض الاتصالات.

ماذا بعد؟

مع استمرار تهديد الإرهاب في التطور، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها تكثيف جهودهم لمواجهة “الخلافة الرقمية” لداعش.

هذا يتطلب تعزيز الرقابة على المنصات الرقمية، وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي لاكتشاف المحتوى المتطرف، وتعزيز التعاون الدولي لملاحقة التنظيمات الإرهابية في الفضاء الإلكتروني.

من ناحية أخرى، يجب أن تركز الاستراتيجيات على منع التطرف قبل حدوثه، من خلال برامج توعية وتدخلات اجتماعية تستهدف الفئات المعرضة للاستقطاب.

كما أن تعزيز الأمن في الأماكن العامة، خاصة الأهداف “اللينة” مثل الشوارع المزدحمة، يُعد إجراءً ضروريًا لتقليل فرص وقوع هجمات مماثلة.

وبينما يُظهر هجوم نيو أورليانز أن داعش لم يعد قوة عسكرية في الشرق الأوسط، إلا أن تحوله إلى “خلافة رقمية” يجعله تهديدًا مستمرًا، لذلك يجب على العالم أن يظل يقظًا وأن يتكيف مع هذه التحديات الجديدة لضمان أمن وسلامة المجتمعات.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *