ماذا حدث؟
شهدت مدينة آسفي الساحلية في المغرب، الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر جنوب الرباط، فيضانات مفاجئة وعنيفة مساء الأحد 14 ديسمبر 2025، ناتجة عن عواصف رعدية شديدة وأمطار غزيرة استمرت ساعة واحدة فقط.
تسببت هذه التساقطات في تدفقات سيول استثنائية اجتاحت شوارع المدينة القديمة، حيث غمرت المياه الموحلة المنازل والمحلات التجارية، وجرفت السيارات والنفايات.
أظهرت فيديوهات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي سيلاً جارفاً يغمر الشوارع، مع مشاهد لسيارات تُحمل بعيداً وأضرار في البنية التحتية.
ارتفعت حصيلة الضحايا تدريجياً مع تقدم عمليات الإنقاذ، بدءاً من 7 وفيات في الحصيلة الأولية، ثم إلى 14، وأخيراً إلى 21 قتيلاً حسب التحديثات الرسمية حتى 15 ديسمبر.
أصيب 32 شخصاً آخرون، نقل معظمهم إلى المستشفى وغادروه بعد تلقي العلاج.
غمرت المياه نحو 70 منزلاً ومؤسسة تجارية، وجرفت 10 مركبات على الأقل، مع تضرر طرق رئيسية أدى إلى شلل مروري.
لماذا هذا مهم؟
يُعد هذا الحادث أحد أسوأ الكوارث الطبيعية في المغرب مؤخراً، خاصة بعد سبع سنوات من الجفاف الشديد الذي أفرغ العديد من السدود الرئيسية.
جاءت الأمطار الغزيرة المفاجئة كنعمة محتملة للموارد المائية، لكنها تحولت إلى كارثة بسبب عدم استعداد البنية التحتية في المناطق الحضرية القديمة لمثل هذه التدفقات السريعة.
أبرز الحدث نقاط ضعف في تصريف المياه والبناء في المدن الساحلية، وأثار مخاوف من تفاقم الكوارث المناخية مع تغير المناخ، حيث سجل المغرب عام 2024 كأحر عام مع عجز في الأمطار.
كما دفع إلى تعليق الدراسة في مدارس آسفي لأسباب أمنية، مما يعكس التأثير الواسع على الحياة اليومية.
ماذا بعد؟
تواصل السلطات المحلية والدفاع المدني عمليات البحث عن مفقودين محتملين، مع تعبئة فرق الإنقاذ لتأمين المناطق المتضررة وتقديم المساعدات للأسر المنكوبة.
حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من أمطار غزيرة إضافية (40-60 ملم) مصحوبة بعواصف يوم الثلاثاء، مما قد يؤدي إلى فيضانات أخرى في مناطق متعددة.
من المتوقع أن ترتفع الحصيلة النهائية قليلاً مع اكتمال التمشيط، وستبدأ جهود إعادة الإعمار وتقييم الأضرار المادية.
يدعو الخبراء إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتحسين تصريف المياه لمواجهة مثل هذه الأحداث في المستقبل، خاصة مع توقعات بمزيد من الأمطار والثلوج في جبال الأطلس.