ماذا حدث؟
في 13 ديسمبر 2025، تعرضت دورية مشتركة أمريكية-سورية لهجوم مسلح قرب مدينة تدمر في البادية السورية، أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين ومترجم أمريكي، وإصابة ثلاثة آخرين، بالإضافة إلى عنصر من قوات الأمن السورية.
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن المهاجم كان عنصراً منفرداً من تنظيم داعش، تم تحييده فوراً من قبل قوات التحالف.
الرئيس دونالد ترامب نعى القتلى، ووصفهم بـ”ثلاثة مواطنين عظماء”، وتعهد بالرد إذا تكررت الهجمات، مشيراً إلى أن الحادث وقع في منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية تماماً.
الرئيس السوري أحمد الشرع أعرب عن غضبه الشديد، وأكدت وزارة الداخلية السورية أنها حذرت التحالف مسبقاً من نشاط داعش في البادية.
أدى الهجوم إلى استنفار أمني واسع، مع تحليق مكثف لطائرات أمريكية وإغلاق طريق دير الزور-دمشق، ونقل المصابين إلى قاعدة التنف.
لماذا هذا مهم؟
الهجوم هو الأول الذي يسفر عن قتلى أمريكيين في سوريا منذ سقوط نظام الأسد قبل عام، ويُعيد إحياء شبح داعش الذي كان يُعتقد أنه مهزوم بعد 2019.
يُظهر أن خلايا التنظيم لا تزال نشطة في البادية السورية، التي تُعد منطقة رمادية خارج سيطرة كاملة للحكومة أو قسد، مما يُهدد الاستقرار الهش بعد الثورة.
الضربة تُعقّد التعاون الأمريكي-السوري في مكافحة الإرهاب، خاصة مع وجود 900 جندي أمريكي في الشرق، وتُثير مخاوف من تصعيد يُعرّض الانسحاب الأمريكي المخطط له للخطر.
كما يُبرز ضعف التنسيق الأمني، حيث اتهمت دمشق التحالف بتجاهل تحذيراتها، بينما يرى الأمريكيون أن الحكومة الجديدة غير قادرة على السيطرة الكاملة.
هذا يُعيد داعش إلى الواجهة كتحدٍ مشترك، لكنه يُعرّض التقارب الأمريكي-السوري للاختبار.
ماذا بعد؟
مع تعهد ترامب بالرد، من المتوقع تصعيد عمليات التحالف في البادية خلال الأسابيع القادمة، مع غارات جوية مكثفة على خلايا داعش وتعزيز الدوريات المشتركة مع قسد والجيش السوري.
دمشق ستُكثف حملاتها في تدمر وحمص، مع طلب دعم أمريكي إضافي للاستخبارات. إذا تكررت الهجمات، قد يُؤجّل الانسحاب الأمريكي المخطط، أو يُوسّع التعاون ليشمل تدريب قوات سورية.
بحلول 2026، إذا نجح التنسيق، قد يُقلل من نشاط داعش بنسبة 50%، لكن الفشل سيُعيد التنظيم إلى الظهور كقوة رئيسية في البادية.
في النهاية، الهجوم يُجبر سوريا الجديدة على مواجهة تحدٍ أمني قديم، مع فرصة لتعزيز الشراكة مع واشنطن إذا أُدار بحكمة.