ماذا حدث؟
كشف تقرير لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوجه إلى القاهرة قريباً، لتوقيع اتفاقية لتزويد مصر بالغاز الطبيعي مقابل مليارات الدولارات، في خطوة تُوصف بأنها محاولة لتحقيق إنجاز دبلوماسي وإعلامي قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.
تنسيق أمريكي ودبلوماسي
وأشار مصدر دبلوماسي أميركي رفيع المستوى مطلع على تفاصيل خطة نتنياهو، إلى أن مسؤولين إسرائيليين عملوا خلال الأيام الماضية على ترتيب الزيارة بالتنسيق مع دبلوماسيين أميركيين رفيعي المستوى، في ظل جهود مشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل ومصر بعد فترة من التوتر.
لقاء محتمل مع السيسي
وتوقعت الصحيفة أن يلتقي نتنياهو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة صفقة الغاز، في خطوة يسعى من خلالها إلى تحقيق مكاسب دبلوماسية وإعلامية قبل الانتخابات، وتحويل الأنظار عن الملفات الداخلية الشائكة في إسرائيل.
ومن جانبه، أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن “الأمر غير معروف لدينا”، ما يضيف غموضاً حول موعد وتفاصيل الزيارة.
قمة ثلاثية بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة
وفي الأسابيع الأخيرة، أشارت تقارير إلى أن الولايات المتحدة تسعى لعقد قمة ثلاثية تضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والسيسي ونتنياهو في فلوريدا خلال ديسمبر الجاري.
وأوضحت “تايمز أوف إسرائيل” أن سفير إسرائيل لدى واشنطن، يحيئيل ليتر، يقود جهود تنظيم القمة، بعد استقالة وزير الشؤون الاستراتيجية السابق رون ديرمر، ليصبح الحلقة الأساسية للتنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية.
سجل زيارات نتنياهو لمصر
وسبق لنتنياهو أن زار مصر مرتين خلال حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، وكانت آخر زيارة رسمية له في يناير 2011، بينما وصفت الصحيفة الزيارات الأخرى بأنها “سرية”.
توتر العلاقات بعد حرب غزة
تشهد العلاقات بين القاهرة وتل أبيب توتراً منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، حيث انقطعت الاتصالات الدبلوماسية تقريباً لمدة عامين، باستثناء التنسيق الأمني والاستخباراتي بشأن ملف الرهائن.
كما ظهرت خلافات في الأشهر الأخيرة حول ملفات عدة، منها إدارة معبر رفح على حدود غزة، رفض القاهرة استقبال اللاجئين، ومشاركتها المحتملة في قوة الاستقرار الدولية المقرر إنشاؤها في القطاع.
صفقة الغاز.. فرص ومخاوف
ويُوصف اتفاق الغاز بأنه صفقة طويلة الأجل بقيمة 35 مليار دولار، لكنها تواجه تحفظات داخلية إسرائيلية.
وأعرب وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين عن قلقه من أن تؤدي هذه الصادرات إلى استنزاف احتياطيات إسرائيل والإضرار بأمن الطاقة المحلي، لذا قرر تأجيل الصفقة حتى يتم حل جميع الخلافات الأمنية مع الجانب المصري.
وقال كوهين لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”: “لن أسمح لنتنياهو بتوقيع أي اتفاق حتى تتم تسوية جميع التفاصيل، بما في ذلك الخلافات الأمنية القائمة بيننا وبين المصريين”.