جيش العلويين.. هل يسعى بشار الأسد للعودة من جديد؟

جيش العلويين.. هل يسعى بشار الأسد للعودة من جديد؟

ماذا حدث؟

في الأشهر الأخيرة من 2025، كشف تحقيق استقصائي نشرته رويترز عن محاولات سرية من كمال حسن (رئيس المخابرات العسكرية السابق) ورامي مخلوف (ابن خال بشار الأسد) لتشكيل ميليشيات علوية في الساحل السوري، تضم عشرات الآلاف من المقاتلين السابقين.

يهدف المخطط إلى السيطرة على 14 غرفة قيادة تحت الأرض ومخازن أسلحة مخفية، تم بناؤها في أواخر عهد الأسد.

بشار الأسد نفسه، المقيم في موسكو، يبدو أنه استسلم للمنفى ولم يُشارك مباشرة، بينما شقيقه ماهر يحتفظ بولاء آلاف الجنود لكنه لم يُقدم دعماً مالياً بعد.

الحكومة السورية الجديدة عيّنت خالد الأحمد، قائد شبه عسكري سابق انشق عن الأسد، لإقناع العلويين بالاندماج في سوريا الجديدة، مؤكدة أن المخططات “ضعيفة وغير قابلة للتنفيذ”.

لماذا هذا مهم؟

المحاولة تُظهر أن شبح “دولة علوية” لم يمت مع سقوط الأسد، وأن بعض رموز النظام السابق ما زالوا يملكون أموالاً وولاءات وأسلحة مخفية كافية لإثارة فتنة طائفية.

الساحل يضم غالبية العلويين، وقاعدة النظام السابقة، وأي نجاح ولو جزئي قد يُقسم سوريا فعلياً إلى كانتونات طائفية، مما يُهدد وحدة البلاد ويُعيد إشعال الحرب الأهلية.

كما أن استمرار هذه المخططات يُثبت أن إرث الأسد لم يُدفن بعد، وأن الأموال المسروقة (مليارات الدولارات) لا تزال تُستخدم لشراء الولاءات، مما يُعيق جهود المصالحة الوطنية ويُعزز مخاوف الأقليات من الانتقام، ويُضعف ثقة العلويين في الحكومة الجديدة.

ماذا بعد؟

ستُكثف الحكومة السورية خلال 2026 حملاتها في الساحل لتفكيك المخازن واعتقال القادة المحليين المرتبطين بحسن ومخلوف، مع دعم أمريكي وتركي محتمل.

روسيا، التي تستضيف الأسد، ستُحافظ على حياده لتجنب إحراج علاقتها بدمشق الجديدة، مما يُضعف فرص نجاح المخطط.

العلويون أنفسهم، الذين عانوا في عهد الأسد، سيرفضون تدريجياً الانضمام، خاصة مع حملات خالد الأحمد الناجحة.

في النهاية، بشار استسلم، وماهر وحسن ومخلوف يُقاتلون معركة خاسرة؛ سوريا الجديدة لن تسمح بعودة شبح التقسيم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *