دراسة جديدة تقترح علاجًا ثوريًا لمرض الزهايمر

دراسة جديدة تقترح علاجًا ثوريًا لمرض الزهايمر

ماذا حدث؟

في 3 ديسمبر 2025، نشرت مجلة Nature دراسة دولية كبرى أجراها علماء من كلية إيكان للطب في نيويورك ومعهد ماكس بلانك في ألمانيا وجامعة روكفلر.

الفريق اكتشف أن مجموعة فرعية نادرة من الخلايا الدبقية الصغيرة (microglia) في الدماغ تحمل على سطحها مستقبل CD28، وهو نفس المستقبل الذي يوجد على الخلايا المناعية التائية.

هذه الخلايا الواقعة تحت سيطرة بروتين PU.1 تعمل كـ”حارس مناعي” يمنع الالتهاب المزمن ويقلل تكوّن لويحات الأميلويد.

عندما أزال الباحثون بروتين CD28 من هذه الخلايا في فئران الزهايمر، زاد الالتهاب بشدة وتفاقمت اللويحات وانهارت الذاكرة.

أما عند خفض مستوى PU.1، تحوّلت الخلايا الدبقية الصغيرة إلى حالة واقية، فقلّ الالتهاب وتحسّنت الذاكرة بشكل ملحوظ حتى في الحيوانات المريضة.

لماذا هذا مهم؟

الزهايمر مرض لا يوجد له علاج شافٍ حتى اليوم، والأدوية الحالية (مثل ليكانيماب ودونانيماب) تبطئ المرض قليلاً فقط وتكلفتها مرتفعة جداً.

هذه الدراسة تقلب المعادلة تماماً: بدلاً من مهاجمة اللويحات مباشرة، يمكننا الآن إعادة برمجة جهاز المناعة داخل الدماغ نفسه ليصبح حليفاً ضد المرض.

الأهم أن التغيير الجيني في بروتين PU.1 موجود فعلاً لدى بعض البشر ويقلل خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة كبيرة، مما يعني أن الآلية نفسها تعمل في الإنسان.

هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام جيل جديد من العلاجات المناعية الرخيصة نسبياً والقابلة للتناول عن طريق الفم أو الحقن، وهو ما قد يوقف المرض في مراحله المبكرة أو حتى يعكس بعض أعراضه.

ماذا بعد؟

خلال 2026–2027، ستبدأ تجارب سريرية مبكرة (المرحلة الأولى والثانية) على مرضى يحملون المستويات العالية من PU.1 باستخدام جزيئات صغيرة أو أجسام مضادة تقلد عمل CD28 أو تثبط PU.1 مؤقتاً.

أول الأدوية المرشحة قد تصل إلى المرحلة الثالثة بحلول 2029، وإذا نجحت فستكون أول علاج يغيّر مسار المرض فعلياً وليس فقط يبطئه.

في الوقت نفسه، سيُطوَّر فحص دم بسيط لقياس مستوى PU.1 لتحديد الأشخاص الأكثر استجابة للعلاج الجديد.

إذا تأكدت النتائج على البشر، فقد نشهد بحلول 2035 انخفاضاً جذرياً في عدد مرضى الزهايمر المتقدم، وتحوّل المرض من حكم بالموت البطيء إلى حالة مزمنة يمكن السيطرة عليها مثل السكري.

الطريق لا يزال طويلاً، لكن لأول مرة منذ عقود هناك أمل حقيقي بإيقاف الزهايمر بدلاً من مجرد تخفيف أعراضه.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *